كورونا في مناطق الحوثي.. انفجارٌ خطير وفشلٌ كبير
"لا صوت يعلو صوت الجائحة".. أصبح وباء كورونا عنوانًا للمعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، على النحو الذي يبرهن على أنّ المليشيات فشلت في هذا الاختبار الصعب.
وفي الساعات الماضية، توفي اثنان من أعضاء هيئة التدريس في جامعة صنعاء، بأعراض فيروس كورونا المستجد.
وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن الأكاديميين في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، محمد الكوري، وعبدالله الذبحاني، توفيا بأعراض الفيروس التاجي.
في سياق متصل، كشف مصدر طبي لـ"المشهد العربي"، عن تسجيل 27 حالة إصابة جديدة ووفيات بكورونا في صنعاء، التي تشهد تفشيا واسعا للفيروس المستجد، وسط استمرار مليشيا الحوثي في تكتمها على حجم الجائحة.
وتعبيرًا عن تفاقم المأساة، فقد أكّدت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية ارتفاع أسعار القبور في صنعاء بعد تزايد عدد حالات الوفاة في اليمن نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.
ونقلت الصحيفة عن سكان في صنعاء أن أسعار القبور ارتفعت من 50 ألف ريال إلى 300 ألف ريال للقبر الواحد.
وأوضحت الصحيفة أنّ كثيرًا من الأسر أصبحت غير قادرة على توفير هذا المبلغ في ظل الفقر الذي يعيشه أكثر من 80% من سكان اليمن، نتيجة ممارسات مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.
في سياق متصل، أغلقت مليشيا الحوثي، أربعة مستشفيات خاصة في صنعاء، بدعوى رفضها استقبال حالات مصابة بفيروس كورونا.
وقال مصدر طبي لـ"المشهد العربي"، إن المليشيا أغلقت أربعة مستشفيات في صنعاء، لرفضها استقبال الحالات المرضية المصابة بكورونا، موضحًا أنّ غالبية المستشفيات في صنعاء ترفض استقبال المصابين بفيروس كورونا، إلا أنها تدفع إتاوات للقيادات الحوثية في قطاع الصحة لعدم تعرضها للإغلاق.
وأشار إلى أن المليشيات تطالب المستشفيات باستقبال حالات كورونا في وقت تطالب المستشفيات برفدها بالإمكانيات اللازمة، وحصولها على بعض التجهيزات المقدمة كمساعدات من المنظمات الدولية.
ولفت المصدر إلى أن بعض المستشفيات الخاصة صغيرة جدا، لا تصلح لاستقبال المصابين بكورونا ويهدد هذا الإجراء بتحولها إلى مصدر لنشر الوباء وليس علاجه.
ويمكن القول إنّ جائحة كورونا فجّرت قنبلة رعب في الداخل اليمني من أن تتفاقم المأساة الإنسانية، المصنفة بأنها واحدة من الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وسبق أن حذّر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة، من أن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس "كورونا"، قد تؤدي إلى أزمة أمن غذائي باليمن.
وبالنظر إلى حالة تفشي كورونا، فيمكن القول إنّ قنبلة الجائحة قد انفجرت بالفعل في ظل تدهور الوضع الراهن مع تفشي الجائحة على صعيد واسع، في وقتٍ تتعامل فيه المليشيات الحوثية مع الأزمة بكثيرٍ من الخبث عبر إخفاء المعلومات الحقيقية عن انتشار الفيروس.
وفي وقتٍ سابق، عبّر رؤساء اللجان الدائمة المشتركة بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، عن قلقهم من تدهور الوضع في اليمن.
وشدّد الرؤساء في بيان مشترك، على أن الأرقام الرسمية لحالات الإصابة بفيروس كورونا، أقل من المعلنة، مؤكدين أن إمدادات اليمن من أدوات الاختبار قليلة للغاية.
وأشار البيان إلى أن هناك نقصًا حادا في إمدادات الصرف الصحي والمياه النظيفة، موضحا أن المراكز الصحية العاملة تفتقر إلى العديد من المعدات الأساسية مثل الأقنعة والقفازات فضلا عن الأوكسجين.
وسجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات تفشيًّا مرعبًا للفيروس، في وقتٍ تنظر فيه المليشيات لمن يصاب بالمرض بأنّه "متهم".
وكما كان متوقعًا، فقد فشلت المليشيات الحوثية في اختبار كورونا الصعب، لا سيّما أنّها غرزت بذور بيئة صحية شديدة الترهل، لم تكن لتتحمّل خطرًا مثل جائحة كورونا.
يضاف إلى هذا الخطر الكبير، تحذيرات مراقبين من استمرار مليشيا الحوثي، في المراوغة وإخفاء الحقائق المتعلقة بأعداد ضحايا كورونا من إصابات ووفيات.
وحاولت المليشيات الحوثية ابتزاز المجتمع الدولي بهذه الكارثة الإنسانية، والمراوغة في تحديد موقف من الخطة الأممية لوقف القتال، والتفرغ لمواجهة هذه الجائحة.