أعطتني الإمارات .. مالم تعطه لغيري
أحمد سعيد كرامة
فعلا أرى نفسي بأني من تحصلت على نصيب الأسد من قبل إمارات الخير والعطاء , البعض لا هم له في هذه الدنيا غير الركض ثم الركض من أجل الحصول على العطايا المادية وما سواها لا يستحق منه حتى مجرد النظر إليها .
البعض قد يختلف معك ولكن بطريقة غير شريفة ومدفوعة الأجر للنيل من مكانتك بين أوساط المجتمع , وبسبب ضعفه وفشله وعجزه عن إفشالك وإزاحتك لم يجد غير فبركة القصص والروايات للنيل منك ومن منزلتك العالية بين قلوب الناس , حتى أنه لا يستطيع مواجهتك ويتستر خلف إسمه المستعار مخافة الرد عليه وإفحامه .
الغالبية هنا في عدن وجنوب اليمن تعايشت عن قرب وأحتكت وتعاملت من الأشقاء الإماراتيين في شتى المجالات المدنية منها والعسكرية و السياسية وغيرها , وهناك من قاتل معهم ومازال في جبهات القتال المختلفة وكانوا فعلا رمزا للأخوة والتواضع والوفاء والكرم , كما عهدنا شيخهم ورئيسهم الفاضل الراحل زايد بن سلطان طيب الله ثراه وذكراه , في عدن والجنوب لم نرى ذلك الإماراتي الشرير الفظ صاحب الألفاظ النابية والتصرفات اللا أخلاقية حتى يومنا هذا , وقد تجده ولكنه لا يمثل إلا شخصه ونادر الوجود ولم نصادف مثل تلك الشخصية الإماراتية .
الطبع غلب التطبع والناس أجناس وكلن يرى الناس بعين طبعه , حد منهم ذهب وألماس وحد مايسوى حتى ربع أفلاس , لنتفق على هذه الحقيقة غير القابلة للتشكيك وهي أن الأشقاء الإماراتيين عاملونا برفق وبأخوية وبكرم بالغ , وأعتقد بأن البعض منا لم يعهد مثل تلك المعاملة الحسنة وأدمن معاملة الأسياد للعبيد من قبل أسياده في صنعاء ولم يستطيع بعد التحرر من هواجس وممارسات وسلوك الماضي القريب .
ومنا من ملكته تلك المعاملات الحسنة حتى أصبح أسير حبهم وكرمهم ومعاملتهم , التي وصلت لحد تقديم فلذات أكبادهم للقتال معنا والإستشهاد على تراب أرضنا , ولا أعتقد بأن هناك أغلى من دماء أبنائهم التي أريقت على ترابنا الوطني لتحريرنا من كابوس كان سيغير حتى أسماء أبنائنا وشعائر ديننا الحنيف , وكان سيذكرنا التأريخ بأحرق تقطر دما بأنه كان سني هنا في يوم من الأيام , ووصل كرمهم لإطعامنا في لحظات كنا محاصرين وتخلى عنا أقرب الناس لنا , وزاد حبهم لنا وتكفلوا بحمايتنا والسهر على تأمين حدودنا جوا وبحرا وبرا , وبغض النظر إن كانت لهم أهدافهم الخاصة ومصالحهم هنا , فهنا إلتقت مصالحنا ومصالحهم ونحن من تحققت أولا مصالحنا .
لنبحث عن أسباب جوهرية وحقائق وبراهين للنيل من بعضنا , وأعتبر ذلك سلاح مشروع في معركة إظهار الحق للرأي العام , ويجب أن يكون الدين والوطن والمواطن أكبر همنا , ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة مشروعنا , الناس زائلون والذكرى الطيبة باقية إلى يوم بعثنا .