كورونا وخِسة الحوثي.. المليشيات تستغل الجائحة في تجنيد الأطفال
على الرغم من خطورة الوضع الراهن في ظل تفشي وباء كورونا، فإنّ المليشيات الحوثية برهنت على وجهها الخسيس بعدما استغلت الجائحة في تجنيد الأطفال.
وكشفت مصادر إعلامية اليوم الأربعاء، عن إطلاق مليشيا الحوثي الإرهابية موجةً جديدةً من حملات الاستدراج لتجنيد الإطفال بذريعة حمايتهم من "كورونا".
وبدأت المليشيات الحوثية، حملات منسقة في الأحياء والتجمعات السكنية والقرى، لدعوة السكان إلى تقديم أبنائهم الصغار لمعسكرات التجنيد.
وتروّج المليشيات بأنّ ذلك أفضل وسيلة، لحماية هؤلاء الأطفال من العدوى والابتعاد عن مصادر الخطر.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ ثلث مقاتلي الحوثي هم من فئة صغار السن والمراهقين.
وارتكبت المليشيات الحوثية صنوفًا عديدة ضد الأطفال منذ أن أشعلت حربها العبثية، حيث قتل وتشوّه أكثر من 7522 طفل في الأعوام الخمسة الماضية ونحو 2,1 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد.
وأجبرت الحرب مليوني طفل على النزوح من منازلهم، كما أجبر مليوني طفل على الأقل على عدم الذهاب إلى المدرسة.
ودفع الأطفال أثمانًا باهظة بسبب الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية، بعدما عملت على استغلال الأطفال في خدمة مشروعها الطائفي، فعوضًا عن ذهاب الأطفال إلى مدارسهم واللهو مع أقرانهم مثل غيرهم من أطفال العالم، حرصت المليشيات على تسخير الآلاف منهم لخدمة مشروعها، وجعلهم وقودًا للحرب في أغلب جبهات القتال.
ويُمثّل تجنيد الأطفال، إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
وكشفت تقارير رسمية أنّ المليشيات الحوثية حرمت ثلاثة آلاف طفل من التعليم وأجبروا المئات على القتال في صفوف مليشياتهم بالقوة، وأنّ الأطفال الذين أجبرتهم المليشيات على حمل السلاح يشكلون ما نسبته 50% من إجمالي مقاتلي الحوثيين في حجة.
ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.
وهناك قيادات حوثية ضالعة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.