للعقلاء
محسن عبيد
الإدارة الذاتية وليدة ولدت باصعب الظروف، وقرار اقامتها كان حتمي لوقف مؤامرات إسقاط عدن بالفوضى التي كان يجري تنفيذها بالتماشي مع الحملة العسكرية وأعمال الإرهاب والحصار الاقتصادي وتخريب متعمد لما تبقى من هياكل هرمة لقطاع الخدمات وبمقدمتها الكهرباء والماء وأزمات كبيرة طبيعية وغير طبيعية كورونا وكارثة السيول وغيرها.
طبيعي مثل هذه الخطوة الاضطرارية التي نجحت في إعاده رص الصفوف الجنوبية والتفاف غالبيتها العظمى تحت قيادة المجلس وافشلت اسقاط عدن بالفوضى تحتاج لوقوف كلي من الجميع وفي مقدمتهم المثقفين لدعم استمراريتها وليس لإضعاف معنويات القائمين عليها.
المهام جسيمة والخبرات المهنية والاكاديمية التي دفعت لها قيادة الادارة الذاتية لتقدم صفوفها أيا كانت معرفتها وقدراتها العملية والفكرية بالتاكيد ستشعر انها تخوض التجربة لأول مرة و من بدايتها، لأن التجربة جديدة والمعوقات كبيرة والامكانيات تكاد تكون معدومة والاحتياحات ذات الاولوية ضخمة ليس فقط الظاهر منها كالكهرباء والمياه بل والاحتياجات لجبهات القتال مع الاخوان والحوثين ومكافحة الارهاب وأعمال الفوضى والتخريب الداخلية والتي عادة ماتفشل دول ذات وزن اقتصادي وتسقط حكومات بسبب فشلها في توزيع موازنتها الكبيرة وباوضاع مستقرة لتغطية جزء فقط من مجالات الانفاق الحتمية المطروحة أمام الادارة الذاتية الجنوبية عدا عن احتياجاتها لاعمال تنظيمية وقانونية وادارية وجميعها تبدأ من الصفر
وبوضع مالي لايعادل سوى صفر من الشمال.
قد لا يدرك البعض ان الادارة الذاتيه علي سبيل المثال ولجانها واعمالها لاتمتلك اي موازنة او حتى انصرف عليهم ريالا واحدا معتمدا للانفاق علي احتياجات كادرها وتنقلهم ومتطلبات عملهم ولازال العمل مجاني حتي هذه اللحظة وبداية عمله المساعد كادر المجلس بكل هيئاته إلى جانب اعمالهم السابقة.
اكتب هذا لان هنا نخبة مثقفة فيهم من يفهم الظروف ويفهم المعوقات ويعلم حجم الدور المسند لهذه الادارة وعملها الشاق وصعوبته وتعقيده.
اكتب هذا لكي نفهم موضوعية اي طرح يجب ان نطرحه على الادارة الذاتية وحجم آمالنا المتوقعة منها لنطالبها بتنفيذه التي يفترض ان تتماشى وتستوعب هذه الظروف والقدرات و الاوضاع.
اكتب هذا لان النخبة المثقفة هي الاقدر فهما واقناع عامه الشعب للمطالبة بتحقيق مانطمح إليه منها انطلاقا من حجم قدراتها وامكانياتها وظروف نشىئتها والحصار المشدود حولها والمؤمرات التي تحاك حولها والاوضاع الاجبارية التي فرضت عليها لتاخذها كاولويات للانفاق عليها ارتباطا ببقاء حريه وكرامه هذا الشعب الى جانب اولويات المواطن الذي نراها أولويه فعلا وليس أولويه مطلقة ووحيدة.
وبالمقابل القناعة والادراك ايضا لحتمية وجود أولويات اخرى تحتاج نفس الاهتمام وربما اكثر لان تجاهلها اكثر خطرا حتى على وجودنا كوطن وشعب وهويه لن تقبل التنازل عنه وعن عن تضحيات الشهداء وهو وهذا يتطلب قدرا كبيرا من توحيه قدراتنا للحفاظ علي وطننا والبحث عن موارد وتوحيدها للدفاع عنه.
وبكل الاحوال المثقفين وحدهم يتحملوا ومن ضمنهم النخبة الجنوبية المثقفة وهذه المجموعة تتحمل مسئولية الفرملة لكل المتهورين بالضغط عن جهل على الادارة الذاتية لسرعة تحقيق كل شي بفترة وجيزة لان المثقفين وحدهم يدركون العكس حيث كل مجال مهم جدا نحتاج اصلاحه كأولوية ونطالبها بتوحيه كل الموارد لمعالجتها بينما لايدرك الكثير ان هناك اولويات أخرى بنفس الأهمية بل تعني بعضها البقاء ذاته للجنوب من عدمه بل ولايدرك البعض ان هذه الاداره لاتملك سوى ارادتها واصرارها على قيادة هذا الشعب لبر الامان وتحتاج بشدة لالتفاف ودعم شعب الجنوب لمساعدتها بتحقيق كل شي من لاشي تمتلكه الان سوى الارادة والعزيمة لتحقيقه فدعونا جميعا نكون عونا لدعمها بهذه المهمة الجسيمة.