الحوثي في الحديدة.. يد تعرقل السلام وأخرى تستهدف المدنيين

الثلاثاء 9 يونيو 2020 00:48:02
testus -US

تعمل مليشيا الحوثي الإرهابية إلى عرقلة جهود السلام التي تبناها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بكافة السبل، بعد أن تجاهلت الرد على الورقة التي قدمها حتى الآن بالرغم من حديث غريفيث المتكرر عن قرب رد المليشيات عليها، وفي الوقت ذاته فإنها لا تتوقف عن استهداف المدنيين في ظل ظروف صحية واقتصادية صعبة يعيشها الساحل الغربي بفعل انتشار فيروس كورونا.

وبدا أن سياسية مليشيا الحوثي في الحديدة من التوقيع على اتفاق السويد، نهاية العام 2018، تقوم على عرقلة تنفيذ السلام على أرض الواقع، مع تكثيف استهداف المدنيين والقوات المشتركة في المحافظة، وهو ما يعني أنها لن تتوقف كثيراً أمام الضغوطات التي يمارسها عليها المبعوث الأممي، في ظل انشغال المجتمع الدولي بمواجهة فيروس كورونا، وعدم وجود رغبة دولية في حل الأزمة اليمنية سياسياً.

ويرى مراقبون أن بسالة القوات المشتركة في التصدي للمليشيات الحوثية يجعلها أكثر شراسة ضد المدنيين، وأن بقاء المليشيات الحوثية على هذا الحال لفترات طويلة لن يدوم، لأنها سوف تلجأ إلى السلام حينما تطلب منها إيران ذلك، غير أن تقلص الدعم القطري في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها طهران قد يضعف من قوتها، لكن الأكيد أن ذلك لن يتحقق في الوقت الحالي.

ويذهب البعض للتأكيد على أن الحوثي يستفيد من جرائم الشرعية في الجنوب، وهو ما يجعل دفة التحالف العربي الذي يوجه ضرباته القوية إليها يهتم بالحل السياسي في الجنوب أولاً باعتباره مقدمة للتفرغ من أجل مواجهة المليشيات الحوثية، وهو ما يبرهن على أن الشرعية تقدم على تصعيدها الحالي من أجل خدمة مصالح الحوثي في الحديدة والضالع على وجه التحديد.

وقالت صحيفة البيان الإماراتية، في تقرير لها، اليوم الاثنين: "لم يشكل فشل مساعي السلام مفاجأة بالنسبة لمعظم اليمنيين، الذين كانوا مترددين من البداية في تعليق أي آمال على الحوثيين مادام أنهم يتنصلون عن الاتفاقات، وبدلاً من انخراطها الجاد في المحادثات، التي تجريها الأمم المتحدة، في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار، والذهاب نحو محادثات سلام شاملة، تتهرب ميليشيا الحوثي من استحقاقات السلام، وإطالة معاناة ملايين اليمنيين، الذين تضرروا من الحرب التي أشعلتها".

وأضافت الصحيفة : "ورغم اقتراب المبعوث الدولي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار، مسنود بضمانات دولية لنجاحه، وتعهدات ملزمة من الميليشيا بالذهاب فوراً لمحادثات سلام شاملة، إلا أن تعنت الميليشيا، واستغلالها الوضع الإنساني، الذي سببته الحرب التي أشعلتها، في الضغط على التحالف العربي، لتقديم مزيد من التنازلات، التي تمكنها من تحقيق أهدافها، التي فشلت في تحقيقها بالحرب المستمرة منذ خمسة أعوام".

وأشارت الصحيفة إلى أن "المليشيات الحوثية وجهت كل عائدات الدولة لخدمة مقاتليها، ومشروعها الطائفي في اليمن، ومنحت لنفسها الحق في استلام وصرف مبالغ الزكاة، والتي تم رفعها بنسبة تفوق المئة في المئة، في حين أن 80% من السكان، باتوا يعيشون على المساعدات التي تقدمها وكالات الإغاثة".

وعلى مستوى تطور الأوضاع الميدانية بالحديدة، هاجمت مليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الفازة، التابعة لمديرية التحيتا في محافظة الحديدة.

وبحسب مصادر محلية، فتحت المليشيات نيران أسلحتها على المواطنين في المنطقة، واستهدفت المليشيات الحوثية الإرهابية بلدة الجبلية ومدينة حيس، بشكل متكرر في الفترة الماضية، ما أدى إلى تضرر محل أحد المواطنين.

كما قصفت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، القرى ومزارع المواطنين في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، بالمدافع والصواريخ، وبحسب مصادر محلية فإن القصف طال القرى السكنية ومزارع المواطنين، بقذائف مدفعية الهاون الثقيل مع استهداف بالأسلحة المتوسطة وعمليات قنص مكثفة للمواطنين في الطرق والمزارع.