اتفاق الرياض والمرحلة الفارقة.. قراءة في خروقات إخوان الشرعية

الأحد 14 يونيو 2020 00:24:00
testus -US

يحمل التصعيد المتواصل من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، والانتهاكات التي تمارسها ضد الجنوب وتحديدًا محافظة أبين، مزيدًا من الخروقات من قِبل الشرعية لبنود اتفاق الرياض.

وشهدت الفترة الماضية تحركات خبيثة من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التي حرّكت عناصرها صوب محافظة أبين، ضمن بنود مؤامرة كبيرة تستهدف زعزعة أمن الجنوب مجملًا، في وقت تترك فيه "الشرعية" محافظات الشمال للحوثيين يسرحون ويمرحون بها.

هذه التحركات الإخوانية تمثّل خروقات مفضوحة لبنود اتفاق الرياض الذي تمّ توقيعه بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.

وفي هذا الإطار، اعتبرت صحيفة "العرب" اللندنية، أنّ المعطيات السياسية لمعارك أبين بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الإخوان الإرهابية ستكون نتائجها حاسمة في مآلات تنفيذ بنود الاتفاق.

ورأت الصحيفة، أنَّ حالة الجمود في تحقيق أي انتصار، سيخلق موجة جديدة من الضغوط الإقليمية للعودة إلى طاولة الحوار.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، قولها إنّ التصعيد الإخواني مرفوض في أبين، وعليها القبول بخارطة الطريق المعلنة في اتفاق الرياض.

ونفذ المجلس الانتقالي الجنوبي، الجزء الخاص به من اتفاق الرياض، بينما تتعنت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية في الالتزام بالاتفاق، محاولةً التصعيد في عدة جبهات لإفشال الاتفاق.

الاتفاق كان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب بعدما عملت حكومة الشرعية على مدار السنوات الماضية، على تشويه البوصلة باستهداف الجنوب والنيل من أمنه واستقراره، في وقتٍ تركت فيه أراضيها تسرح وتمرح فيها المليشيات الحوثية.

وظلّت حكومة الشرعية على مدار السنوات الماضية، حجر عثرة أمام التحالف العربي في حسم المعركة على المليشيات الحوثية، بعدما تآمرت "الحكومة الإخوانية" مع الحوثيين، وسلّمت المليشيات كثيرًا من المواقع والجبهات الإستراتيجية، على النحو الذي كلّف التحالف تأخّر حسم الحرب.

المؤامرة الخبيثة تعبّر عن إستراتيجية تنفذها حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا، لتحريك المشهد وفقًا لرؤيتها العبثية عملًا على حفظ مصالحها ونفوذها في المقام الأول.

مؤامرة الشرعية تضمّنت كذلك العمل على استهداف الجنوب ليل نهار، وإشعال توترات عسكرية ضمن مؤامرة تستهدف النيل من العاصمة عدن في المقام الأول.

الاستهداف الإخواني للجنوب وعاصمته عدن يأتي في وقتٍ تترك فيه مليشيا الشرعية أراضيها "الشمال" لسيطرة الحوثيين، تسرح فيها المليشيات وتمرح كما يحلو لها.

ويمكن القول إنّ الجنوب يمر بمرحلة فارقة في مسار رحلته نحو التحرُّر وتحقيق حلم الشعب المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو يواجه الآن جملةً من الأشرار الذين يتكالبون على الوطن.

أكثر الأعداء وضوحًا حكومة الشرعية، التي كان يفترض أن تكون بوصلة حربها موجهة ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، لكنّها تركت أراضيها أمام استباحة الحوثيين، وصبّت عداءها ضد الجنوب، وأصبح شغلها الشاغل هو استهداف الجنوب وشعبه وأمنه واستقراره.

حكومة الشرعية على الرغم من حصولها على دعمٍ كبير من قِبل التحالف العربي على مدار السنوات الماضية، لكنّها ردّت على هذا الدعم بكثيرٍ من الخبث، حيث أصبحت رهن إشارة قطر وتركيا، وأصبحت تنفّذ ما تمليه عليها الدولتان الراعيتان للإرهاب.

في الوقت نفسه، فإنّ حكومة الشرعية ارتمت في أحضان المليشيات الحوثية في عدوانها على الجنوب، كما استعانت بعناصر إرهابية موالية لتنظيم القاعدة، وكل هؤلاء الأشرار ينفذون مؤامرة إخوانية مفضوحة أعدتها دولتا قطر وتركيا.

يُشير كل ذلك إلى أنّ الجنوب يواجه جملةً من الأعداء الأشرار الذين تكالبوا على الوطن، من أجل النيل من أمنه واستقراره، وهي مؤامرة لن تنجح في ظل القدرات العسكرية الجنوبية الهائلة التي تُسطّرها قواتنا المسلحة في مواجهة هذه المؤامرة.