مقاضاة الشرعية.. توجُّه جنوبي مطلوب لمواجهة إرهاب مسعور

الثلاثاء 16 يونيو 2020 14:07:54
testus -US

أُضِيفت الجرائم الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في محاظفة شبوة، إلى قائمة الاعتداءات التي مارسها هذا الفصيل الإرهابي ضد الجنوبيين، ضمن إرهاب تفاقمت حدته خلال الفترة الماضية.

وكانت حشود غفيرة في مديرية جردان بمحافظة شبوة، قد شيعت يوم الأحد، جثمان ضحية إرهاب مليشيا الإخوان التابعة للشرعية، الشاب محمد بن ضباب الهلالي.

ارتقى بن ضباب شهيدًا، خلال هجوم عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، على تظاهرة سلمية في مديرية جردان، قبل عدة أيام.

وفجرت الجريمة اشتباكات واسعة بين القبائل وعناصر مليشيا الإخوان الإرهابية، سقط خلالها عبدالرحمن لعكب شقيق القيادي في مليشيا الإخوان، الإرهابي عبدربه لعكب.

سياسيًّا، أدانت الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، الاعتداءات الغاشمة التي تقوم بها مليشيا الإخوان الإرهابية ضد الأهالي في مديرية نصاب بمحافظة شبوة.

ودعت خارجية الانتقالي الجنوبي، المجتمع الدولي ودول التحالف العربي على وجه الخصوص إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري.

كما دعت منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى وقف هذه الاعتداءات والانتهاكات الهمجية بحق المدنيين، مشددةً على أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم.

وقالت خارجية الانتقالي الجنوبي، إن المليشيات الإخوانية نفذت عددًا من الاغتيالات السياسية، والقتل خارج القانون، علاوة على ما تسببت به من انفلات أمني وعودة للجماعات الإرهابية بعد سيطرتها على المحافظة، وخروج قوات النخبة الشبوانية التي عملت على تثبيت الأمن.

ونوهت إلى أن تلك القوات مارست القمع والقتل والإخفاء القسري، مشيرةً إلى أن انتهاكات هذه المليشيات المحتلة وصلت إلى مستويات متقدمة من الجريمة وممارسة الإرهاب، من خلال القصف المدفعي البربري على مناطق مأهولة بالسكان في مديرية نصاب.

ولفتت إلى أن الانتهاكات جاءت بعد دعوات شعبية سلمية لأبناء مديرية نصاب، تمثلت في المطالبة بمحاسبة قتلة الشهيد طلال فريد عريق الديولي، الذي تم قتله بدم بارد ودون أي مسوغات قانونية، علاوة على قتل مدني آخر في مديرية جردان بمحافظة شبوة.

الإدانة الجنوبية الرسمية للجرائم الإخوانية ضد الشعب أمرٌ مهم لكن لا يجب الاقتصار عليه، إذ أصبح لزامًا التحرّك من أجل مقاضاة الشرعية التي يقودها "اسمًا" الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، ويقودها فعليًّا الإخواني الإرهابي علي محسن الأحمر، لكنّهم جميعًا متهمون في ممارسة هذه الاعتداءات ضد الجنوب وشعبه.

وفي الوقت الذي استعرت فيه الاعتداءات الإخوانية الغاشمة ضد الجنوب وشعبه، فإنّ مثل هذه الجرائم على خِستها باتت تستلزم موقفًا حاسمًا من قبل القيادة السياسية الجنوبية حتى لا يضيع حق الجنوبيين من تلك الجرائم التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم.

يتفق مع ذلك الشاعر عبد الله الجعيدي، الذي طالب بإقامة دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضد الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي بسبب الجرائم التي ترتكبها قواته.

وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "من سيعلّق الجرس ويتبنى رفع قضايا في المحاكم الدولية ضد الرئيس هادي على الجرائم التي ترتكبها قوّاته وحكومته ومقرّبين منه وميليشيات الأحزاب التي يدعمها والشرعية التي هو رئيسها"، وآخر تلك الجرائم هي جريمة قتل وجرح نساء وأطفال وشيوخ ومدنيين عزّل في شبوة وغيرها من الجرائم الكبيرة الأخرى".

وعلى مدار الأشهر الماضية، استعرت المؤامرة الإخوانية التي تنفذها هذه المليشيات التابعة للشرعية ضد الجنوب، في محاولة لتهديد أمنه وزعزعة استقراره، على النحو الذي يفضح كم كراهية الشرعية للجنوب وشعبه.

وفيما تعمل القوات الجنوبية على حماية أرضها ومواطنيها، فإنّ القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تولي اهتمامًا كبيرًا بتوثيق الجرائم التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوبيين، حفظًا لحقوق المواطنين من انتهاكات تطالهم، لن تسقط بالتقادم.

حرص المجلس على توثيق هذه الجرائم أمرٌ يحمل الكثير من الأهمية في ظل الحرص على حفظ حقوق الجنوبيين ومخاطبة الجهات المعنية من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروّعة.

وتوثيق الجرائم التي تطال الجنوبيين منذ عقود من قِبل الأنظمة المتعاقبة على الحكم في الشمال، أمام المحافل الدولية يحمل أيضًا أهمية كبيرة في مستقبل القضية الجنوبية، فيما يتعلق على وجه التحديد بخدمة القضية وعدالتها أمام المجتمع العالمي.