التقارب الحوثي - الإخواني.. أشرارٌ يتقاسمون المصالح والنفوذ
يومًا بعد يوم، تتكشف الفضائح التي تبيّن العلاقات المشبوهة التي تجمع بين حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي والمليشيات الحوثية الموالية لإيران.
أحدث حلقات هذا التقارب تمثّل بين اتصالات بين بين القيادي الإخواني الملياردير حميد الأحمر، وقيادات مليشيا الحوثي في صنعاء برعاية من المخابرات القطرية.
المصادر "المشهد العربي" قالت إنّ حميد الأحمر عرض تسوية مع مليشيا الحوثي بشأن إعادة حصته من شركة سبأفون التي استولت عليها المليشيات في صنعاء، ووضع رؤية للعمل المشترك بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح (الحاضنة السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي).
وأوضحت المصادر أنّ القيادي الإخواني الأحمر طلب العودة إلى صنعاء وتسوية موضوع شركة سبأفون، مقابل إقامة استثمارات كبيرة ستعمل على رفد خزينة المليشيات الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أنّ مليشيا الحوثي، أبدت الموافقة من حيث المبدأ على عودة حميد الأحمر، إلا أنها قررت الرد على مطالبه الأخرى والعروض السياسية والمالية، عبر الوسيط القطري في وقت لاحق.
ورجحت المصادر أن تكون تلك الاتصالات في إطار المحاولات التركية القطرية لتعزيز التواجد في الساحة اليمنية بالتحالف مع المحور الحوثي الإيراني.
وعادت قيادات في حزب الإصلاح الإخواني، مؤخرا إلى صنعاء بعد اتصالات مع قيادات حوثية.
وكثرت في الفترة الماضية، الآثار العبثية الناجمة عن الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية، فيما يتعلق بالعلاقات بين هذه الحكومة مع المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
أحدث الفضائح التي كشفت علاقات الشرعية بالحوثيين، ظهرت في نعي القيادي النافذ في الشرعية أحمد عبيد بن دغر، لصحفي حوثي توفّى.
نعي بن دغر للصحفي الحوثي المتوفى تضمَّن تغنيًّا من قبِل القيادي بالشرعية، حيث قال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "رحم الله أحمد الحبيشي،اتفقنا معه مراحل، واختلفنا في السنوات الأخيرة اختلافًا شديدًا،لكن أحدًا لا يستطيع أن ينكر أنه خاض غمار السياسة من موقع الأديب والكاتب والصحفي المتميز، وكان علمًا فيها. تغمد الله فقيدنا الحبيشي بواسع رحمته، وأحسن الله مثواه الأخير، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
برهنت تغريدة بن دغر التي نعى بها الصحفي الحوثي، حجم العلاقات الآخذة في التمدُّد بين حكومة الشرعية والمليشيات الحوثية.
على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، عملت حكومة الشرعية على الظهور في "موقف المجني عليه"، لكنّها في الحقيقة لم تكن كذلك.
حكومة الشرعية الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي رفعت شعار المظلومية على مدار السنوات الماضية، مستغلة في ذلك الجرائم المروّعة التي ارتكبتها المليشيات على مدار سنوات الحرب.
الحقيقة تقول غير ذلك، فحكومة الشرعية مشاركةٌ في الجُرم الكبير، وتسبّبت في تفاقم المأساة الإنسانية عبر سلسلة طويلة من القرارات الاقتصادية الخاطئة، كما لم تستفد من الزخم الإغاثي الكبير الذي قدّم لها.
ويمكن القول إنّ العداء الذي تدعيه حكومة الشرعية للمليشيات الحوثية يتمثّل فقط في جملةٍ من التصريحات التي تصنع "بروباجندا إخوانية" تدعي من خلالها الشرعية محاربة المشروع الحوثي، لكنّها في الحقيقة ترتمي في أحضان المليشيات.
وتملك "الشرعية" علاقات نافذة مع المليشيات الحوثية، وهذا التنسيق يمثّل طعنة غادرة من قِبل حكومة الشرعية ضد التحالف العربي على الرغم من الدعم الكبير الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة على مدار السنوات الماضية.
ودون أن تكون معركتها ضد المليشيات الحوثية، فقد صبّت حكومة الشرعية عداءها في اتجاه الجنوب، عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات المسلحة، التي استعانت فيها مليشيا إخوان الشرعية بالكثير من العناصر الإرهابية.
وفي الفترة الأخيرة، صدرت توجيهات لعددٍ من القيادات السياسية المحسوبة على تيار الإخوان في "الشرعية" بإشهار ورقة التقارب مع الحوثيين، بهدف ابتزاز التحالف العربي، ومحاصرة أي محاولات للضغط باتجاه معالجة الاختلالات في مؤسسات الشرعية التي تعاني من تغول الإخوان وسيطرة تيار تركيا – قطر.