الحوثي وجائحة كورونا.. جحيمٌ يمشي على الأرض
بعدما بلغت الأزمة الصحية حدا قاتمًا على إثر الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار حربها العبثية، فقد أضيفت جائحة كورونا إلى الأسباب التي حوّلت حياة السكان إلى جحيم.
ففي أحدث تحذير دولي، نبّه مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، من أن وفيات كورونا في اليمن تعادل 25% من المصابين، مشيرا إلى أن الإحصاءات تؤكد أن الوفيات تعادل خمسة أضعاف المتوسط العالمي.
وأشار المسؤول الأممي إلى ارتفاع أسعار الدفن في بعض المناطق سبع مرات مقارنة ببضعة أشهر، وتحدّث عن أنّ فيروس كورونا يضاعف البؤس في اليمن، معتبرًا أن حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية ، والتمويل، وتعزيز الاقتصاد وتحقيق تقدم نحو السلام، قضايا ذات أولوية.
ولفت لوكوك إلى أنه في شهر مايو الماضي قتل أو جرح خمسة مدنيين يوميا بالمتوسط، واحد من كل ثلاثة منهم كان طفلا.
تحذيرات المسؤول الأممي تأتي في وقتٍ ربما تكون فيه أزمة جائحة كورونا قد خرجت عن السيطرة في ظل تردي الحالة الصحية بشكل كبير، لكنّ يضاف إلى ذلك السياسة الخبيثة التي تتبعها المليشيات والتي تنذر بتفاقم الأمور بشكل أشد فداحة.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تتعامل بخبث كبير مع جائحة كورونا، فهذا الأسبوع أقدمت على اتخاذ خطوة ما من شأنها تساهم في تفشي العدوى، حيث قررت في إعادة فتح الجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
أصدرت وزارة التعليم العالي في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" قرارًا باستئناف الدراسة الجامعية، بترتيبات داخلية في المؤسسات التعليمية، على أن تستكمل دراسة المواد النظرية، كما أعلنت جامعة صنعاء استكمال الفصل الدراسي الثاني ابتداء من تاريخ الرابع من يوليو المقبل.
الأمر الأكثر رعبًا أنّ قرار المليشيات الحوثية جاء في وقت واصل فيه فيروس كورونا تفشيه الخطير في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات، ففي محافظة صنعاء وحدها تجاوز عدد الإصابات 1800 حالة مؤكدة، بينها نحو أكثر من 380 حالة وفاة.
وقبل ذلك، أصدرت المليشيات أيضًا، تعليمات برفع القيود التي كانت أقرتها سابقا للحد من تفشي فيروس كورونا، وذلك بعودة العمل في جميع المرافق مع استثناء الموظفين فوق 60 عامًا أو من يعانون من أمراض مزمنة.
وبحسب محللين، فإنّ المليشيات سعت من وراء ذلك إلى الحصول على جبايات مالية من النشاط التجاري، التي تقلصت نتيجة للإجراءات الاحترازية من كورونا بالأسواق.
وبشكل عام، تتبع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران سياسةً خبيثةً تقوم على تجاهل اتساع رقعة انتشار فيروس "كورونا" وتصاعد الإصابات والوفيات، كما تتبع أسلوبًا تمييزيًّا في التعامل مع الوباء لمصلحة عناصرها وقادتها على حساب السكان.