إرهاب الإخوان المسعور في أبين.. رصاص الشرعية يطال جهود التحالف
كما كان متوقعًا، لم تبدِ المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية أي التزام تجاه دعوة التحالف العربي بوقف إطلاق النار في أبين، على الرغم من نشر مراقبي التحالف في المنطقة.
وفيما سعى التحالف العربي لاحتواء الأمور وبسط قدرٍ من التهدئة والاستقرار بعد أيام عديدة من الاستهداف الخبيث من قبل المليشيات الإخوانية للمنطقة، فقد أطلق دعوة لوقف إطلاق النار وأعلن نشر مراقبين لمتابعة هذه الخطوة.
دعوة التحالف التي تعاطى معها المجلس الانتقالي بإيجابية منذ لحظة إطلاقها سعيًّا نحو إنجاحها وإتاحة المجال أمام تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي طاله عبث الإخوان، إلا أنّ المليشيات التابعة للشرعية أصرّت على إفشال هذا المسار كليًّا.
وأفشلت مليشيا الإخوان الإرهابية مهام بعثة المراقبين التابعة للتحالف العربي، في فرض وقف إطلاق النار في أبين.
ودفعت خروقات المليشيات الإخوانية بعثة التحالف العربي، إلى إنهاء مهامها وعودتها إلى العاصمة عدن، بعد وصولها بساعات.
وأشعلت المليشيات الإخوانية الاشتباكات مع القوات المسلحة الجنوبية بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقد أعلنت المملكة العربية السعودية، قبل ثلاثة أيام، اعتزامها نشر مراقبين لوقف النار في محافظة أبين، تمهيدا للعودة إلى تنفيذ اتفاق الرياض.
الخروقات الإخوانية لا يمكن اعتبارها مستغربة بأي حالٍ من الأحوال، حيث كان من المتوقع أن تقدم المليشيات التابعة للشرعية على انتهاج هذا الطريق الخبيث الذي يُعبِّر عن مساعيها الخبيثة للنيل من الجنوب وشعبه وأمنه واستقراره.
ويمكن القول إنّ إقدام الشرعية على خرق اتفاق الرياض يأتي تنفيذًا لأجندة قطرية تركية، تعادي الجنوب والتحالف العربي، وتستهدف تعزيز النفوذ الإخواني، في وقتٍ يستأصل فيه الاتفاق هذا النفوذ الإرهابي الغاشم من الأساس.
وأخذ التدخُّل القطري والتركي في الأزمة اليمنية شكلًا آخذًا في التصاعد منذ توقيع الاتفاق، حيث ردّت الدوحة على هذه الخطوة التي تستأصل النفوذ الإخواني، عبر تكثيف تدخلها من أجل خدمة نفوذ حزب الإصلاح وإنقاذه من الانهيار.
وإداركًا منها أنّ مسار اتفاق الرياض يقضي على نفوذها ويستأصل إرهابها، تواصل المليشيات الإخوانية العمل على استهداف بنود الاتفاق بسلسلة لا تنتهي من الخروقات والاعتداءات.
الأمر المريب في المشهد أنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية وهي تمارس كل هذه الاعتداءات ضد الجنوب وشعبه، تترك أراضيه لصالح المليشيات الحوثية التي تسرح فيها وتمرح كما يحلو لها.
يعبر ذلك عن خبث الاستراتيجية التي تنفذها المليشيات الإخوانية التي تعمد إلى استهداف الجنوب، في وقتٍ تملك فيه علاقات مشبوهة مع المليشيات الحوثية لا تقتصر فقط على تسليم الجبهات بل أيضًا تحالف هذان الفصيلان في العمل على استهداف الجنوب وشعبه.