المهمشون في مناطق الحوثي.. وقود بشري في جبهات الموت
في الوقت الذي تمنى فيه المليشيات الحوثية بكثيرٍ من الخسائر الميدانية، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي يلجأ دائمًا إلى تجنيد المدنيين والزج بهم في جبهات القتال لتعويض هذه الخسائر.
"المشهد العربي" كشف عن خطوة جديدة في هذه التوجهات الحوثية الخبيثة، فبعدما أقرّت المليشيات لائحة عنصرية لقانون الزكاة، بنصوص صريحة تعطى لـ" الهاشميين " خمس الأموال المحصلة باسم الزكاة، حاولت إعلان مشروع في ظاهره دمج فئة المهمشين وفق إعلان زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، يحمل في طياته خططا لاستقطاب أكبر عدد ممكن من هذه الشريحة إلى صفوف مقاتليهم في الجبهات.
مصادر موثوقة أكدت لـ"المشهد العربي"، أنّ الاجتماعات التي تعقد في صنعاء تحت شعار دمج من يسموهم "أحفاد بلاد" في المجتمع لا يشارك فيها أي من ممثلي هذه الفئة، وأنّ هذه الاجتماعات لا تبحث تقديم خدمات ومساعدات لهذه الفئة، وإنما عقد دورات طائفية لهم، وفعاليات لحث المهمشين على الانخراط في القتال إلى جانب المليشيا الحوثية واستغلال شباب هذه الفئة في القتال.
وبدأت لجان مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، إجراء عمليات حصر في مناطق تجمعات شريحة المهمشين في صنعاء ومناطق سيطرتها، لاستقطاب الشباب للقتال بصفوفهم وتشكيل كتائب منهم بدعوى دمجهم.
ويحتاج مشروع دمج المهمشين إلى إعلان من قيادات المليشيا وتعيينهم في مناصب إدارية ووظيفية، وعدم اقتصارها على أعمال النظافة، واصفا ما يدور حاليا بأنه استغلال بشع وعنصري ضد هذه الشريحة.
التجنيد القسري والإجباري أصبح أمرًا غير مستغرب، فالمليشيات الحوثية دأبت منذ أن أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، على تجنيد المدنيين والزج بهم في جبهات القتال من أجل تعويض الخسائر العديدة التي تمنى بها في جبهات القتال.
وقبل أيام، أصدرت مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، تعميما بالتجنيد الإجباري من الحارات والأحياء الواقعة تحت سيطرتها، بهدف سد العجز في صفوفها، على الرغم من دعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، لتوحيد الجهود في مواجهة خطر كورونا.
في سياق متصل، أطلقت المليشيات الحوثية في محافظة إب حملة تجنيد إجبارية في عدة مناطق، للتغطية على خسائرها خلال الفترة الأخيرة،وألزمت البلدات في محافظة إب، برفد الجبهات بعناصر منها للقتال في صفوفها، وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات أجبرت كل بلدة على الدفع بأربعة أشخاص من أبنائها كمجندين للقتال معها في بعض الجبهات.
التجنيد الإجباري يُمثّل واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية واستهدفت المدنيين بشكل مباشر، وعلى الرغم من التقارير الدولية العديدة التي وثّقت هذه الجرائم فإنّ المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات تردع المليشيات وتوقف هذه الجرائم البشعة التي ترتكبها واستهدفت المدنيين في المقام الأول.