مأزق الشرعية بالجنوب: تهدئة منقوصة لإرضاء التحالف ومناوشات لكسب تركيا
تجد مليشيات الشرعية نفسها في مأزق بالجنوب بعد أن وجدت نفسها مرغمة على إحداث تهدئة ولو شكلية لإرضاء التحالف العربي الذي ضيق الخناق عليها بفرضه اتفاق الرياض، وفي المقابل فإنها تحاول التصعيد بين الحين والآخر لكسب معسكر تركيا وقطر المعادي للتحالف بما يضمن استمرار الدعم الذي تحصل عليه والذي أخذ أشكالا مختلفة خلال الفترة الماضية ووصل إلى تمويل معسكرات تدريب الإرهابيين في شبوة وتعز.
وتحاول الشرعية اللعب على جميع الحبال من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب لكنها لا تدرك أنها قد تخسر جميع الأطراف وبالتحديد التحالف العربي الذي ضاق بها ذرعا بعد أن حرضت على قتال قيادات التحالف في الجنوب، وهو ما سيجعلها أمام اختيار طرف على آخر، وهو أمر لا تستطيع أن تقدم عليه في الوقت الحالي نتيجة لانقسامها على نفسها وتباين مواقفها من الجانبين.
ويبدو واضحا أن الشرعية ارتضت أن تقبع في تلك المنطقة لأنها تحقق لها مكاسب مالية عديدة نتيجة إغداق قطر على بعض عناصرها بالأموال لكنها ستجد نفسها أمام خسارة فادحة على الأرض وأن ذلك ظهر من خلال خسارتها جبهات الشمال بإيعاز من محور الشر التركي القطري الإيراني، وفي المقابل فإنها لم تحقق أي تقدم في الجنوب.
ويؤكد مراقبون أن الشرعية من المستحيل أن تحقق مكاسب سياسية أو عسكرية على الأرض في ظل ازدواجية مواقفها الحالية بعد أن حاولت التصعيد على استحياء ضد القوات المسلحة الجنوبية خلال اليومين الماضيين، وفي المقابل فإنها لم تلتزم بما أكدت عليه مرارا وتكرارا بوقف إطلاق النار من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات في الرياض.
وكانت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية قد قصفت، اليوم الأحد، مواقع القوات المسلحة الجنوبية في الطرية، وخرقت مدفعية المليشيا الإجرامية وقف النار، بإطلاق عدة قذائف تجاه خطوط تماس القوات الجنوبية بالجبهة.
ودفعت حكومة الشرعية، مساء أمس السبت، بتعزيزات من معسكر تدريبي في محافظة شبوة، وآليات عسكرية من سيئون إلى جبهات أبين، وبالتزامن مع ذلك جددت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، خروقاتها لاتفاق وقف النار في جبهة شقرة.
وللمرة الثانية، خرقت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، اتفاق وقف النار الذي ترعاه المملكة العربية السعودية، وقصفت المليشيا الإخوانية، مساء اليوم الجمعة، مواقع القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الطرية، في محاولة لنسف التهدئة، واعتبر مراقبون خروقات المليشيات الإخوانية الإرهابية، دليلا على انهيار قدراتها العملياتية إلى مستوى القصف العشوائي.
أصابت المقاومة الجنوبية في مديرية المحفد، صباح اليوم الأحد، قياديًا بارزًا في مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، أعدت المقاومة كمينًا محكمًا، بحسب مصادر محلية، لرتل عسكري إخواني في طريقه إلى شقرة.
وأكدت المصادر أن قائد الكتيبة الأولى في اللواء 30 مشاة بمحور عتق، الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، أحمد عبدربه حديج العولقي، أصيب بجروح خطيرة في الكمين.