قوة الانتقالي تجعله رقما مهما في حل أزمات اليمن
أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي رقمًا مهمًا في حل أزمات اليمن بعد أن أظهر قوته العسكرية والإدارية والشعبية في الجنوب منذ تأسيسه في العام 2017، الأمر الذي يجعل من الصعب تجاوزه حيال التعامل مع الأزمات العديدة داخل اليوم، وبالتحديد القضية الجنوبية التي تأتي على رأس أولويات عمل الانتقالي خلال السنوات الماضية.
استطاع الانتقالي أن يرسخ حضوره الدولي على طاولة المفاوضات منذ أن وقع على اتفاق الرياض برعاية التحالف العربي قبل سبعة أشهر تقريبا، غير أنه قبل ذلك لاقى قبولا واهتمامًا دوليًا في كثير من دوائر صنع القرار الدولي وحظيت الزيارات التي قام بها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزُبيدي إلى موسكو ولندن باهتمام واسع بما مكن من استمرار الأدوار الدبلوماسية للانتقالي للدفاع عن القضية الجنوبية.
هناك جملة من الأسباب التي تجعل الانتقالي رقمًا مهمًا من الصعب تجاوزه، إذ أنه يعد الطرف الأقوى عسكريا على الأرض في الوقت الحالي بعد أن أحبط مؤامرات الشرعية في الجنوب، وكذلك فإن المليشيات الحوثية لم تتمكن من اختراق جبهة الضالع منذ عام تقريبا ولم تشهد الجهبات أي تقدم للمليشيات المدعومة من إيران بل إن القوات المسلحة الجنوبية حققت تقدمات مهمة جعلتها بالقرب من محافظة إب.
وبالإضافة إلى القوة العسكرية فإن الانتقالي يحظى بشعبية واسعة داخل الجنوب، بل يمكن القول إنه الأكثر تنظيمًا وحضورًا على الساحة الجنوبية، وأن هذا الحضور يجعل من تجاوز قضية الجنوب في أي مفاوضات تجري بشأن الحل في اليمن أمرًا مستحيلا، تحديدًا بعد أن حقق جملة من النجاحات الإدارية منذ أن أسس وحداته المحلية بالمديريات والتي مكنته من إعلان الإدارة الذاتية للجنوب.
المجلس الانتقالي استطاع أن يجعل القضية الجنوبية على رأس أولويات النقاشات الإقليمية التي تجري بشأن اليمن، بعد أن تعددت لقاءات قيادات الانتقالي والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث خلال الأشهر الماضية، بالإضافة للقاءات الدبلوماسية التي يعقدها الرئيس عيدروس الزُبيدي سواء كان ذلك في الداخل أو الخارج.
ولعل هذه الأسباب ما تجعل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد أنه ليس هناك أي حلول حقيقية بدون تمثيل حقيقي وكامل للجنوب على طاولة المفاوضات، لإدراكه أنه يستند على قوة حقيقية لا يمكن تجاوزها على الأرض.
شدد الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على أهمية تحديث وتنفيذ اتفاق الرياض، وأولوية تشكيل حكومة مناصفة بموجب الاتفاق، مؤكدا خلال استقباله في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، سفير المملكة المتحدة لدى اليمن، مايكل آرون، أنه ليس هناك أي حلول حقيقية بدون تمثيل حقيقي وكامل للجنوب على طاولة المفاوضات.
وأعرب عن مساندته عملية السلام التي يقودها المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث، مشيرا إلى جاهزية المجلس الانتقالي الجنوبي للمشاركة في العملية، وقال: "إن دور حكومة المناصفة يتركز في تقديم الخدمات العامة للمواطنين ومتابعة تنفيذ بنود اتفاق الرياض".
وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدا مبدأ الشراكة، ودعم السلام، والتنمية وإعادة بناء المؤسسات، ورفض أي تدخلات إقليمية معادية للمشروع العربي، الذي يتبناه التحالف العربي بقيادة المملكة.
شارك في اللقاء الوفد التفاوضي المرافق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة الرئاسة، رئيس وحدة شؤون المفاوضات، وعلي الكثيري، عضو هيئة الرئاسة، وعبدالرحمن اليافعي عضو هيئة الرئاسة، ومحمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية.