الحوثي يوظف المهاجرين الأفارقة لإرباك الجنوب
تحاول المليشيات الحوثية جاهدة لتوظيف المهاجرين الأفارقة من أجل إحداث أزمات مختلفة سواء كان ذلك مع المملكة العربية السعودية أو مع الجنوب، إذ أنها تقوم بالزج بهؤلاء إلى المناطق الحدودية مع المملكة وكذلك الأمر إلى حدود الجنوب، في محاولة لإرباك القوات المسلحة الجنوبية التي تخوض حربا قوية ضد المليشيات في جبهة الضالع.
ولاحظ العديد من أبناء الجنوب توافد المهاجرين الأفارقة على عدد من المحافظات تحديدا في العاصمة عدن وكذلك محافظة لحج خلال الأيام الماضية، وكان هناك اعتقاد بأن هؤلاء جاءوا من الخارج عبر بلدان القرن الأفريقي غير أن مصادر عديدة أشارت إلى أنهم جاءوا من محافظات الشمال بعد أن زجت بهم المليشيات الحوثية إلى الجنوب من أجل إثارة القلاقل الأمنية في محافظات الجنوب.
وترى المليشيات الحوثية أن المهاجرين الأفارقة يشكلون خطرا عليها لأن الكثير منهم يرفضون الزج بهم في جبهات القتال مثلما تسعى لتوظيفهم ولعل ذلك ما كان دافعها لاتهامهم بنشر فيروس كورونا في محافظات الشمال وبالتالي إثارة المواطنين ضدهم ما هيأ الأوضاع لطردهم والدفع بهم باتجاه محافظات الجنوب.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اتهمت مليشيا الحوثي الإرهابية المهاجرين الأفارقة بتسببهم في تفشي فيروس كورونا، وأنها أجبرتهم بوحشية على الخروج، وبحسب شهادات حية نشرتها الصحفية فإن المهاجرين أكدوا أن المليشيات قالت لهم: "خذوا فيروس كورونا الخاص بكم وغادروا البلد أو واجهوا الموت".
وطرد الحوثيون المدعومون من إيران آلاف المهاجرين من أراضيهم تحت تهديد السلاح خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وألقوا باللوم عليهم لنشر الفيروس، وألقوا بهم في الصحراء دون طعام أو ماء.
ووفقًا لما ذكرته الأمم المتحدة، يأمل أكثر من 100 ألف إثيوبي وصومالي وغيرهم من مواطني شرق إفريقيا، في ركوب قوارب المهربين المكتظة عبر البحر الأحمر أو خليج عدن إلى اليمن كل عام، ويشقون طريقهم شمالًا لدعم أسرهم في العمل كخادمات في المنازل، ورعاة للحيوانات أو كعمال في دول الخليج.
ومنذ أن تم إغلاق الحدود في أثناء الوباء، تبخر تدفق المهاجرين إلى اليمن تقريبًا، حيث انخفض من نحو 18 ألف مهاجر في مايو 2019 إلى 1195 في مايو هذا العام، وفقًا للأمم المتحدة، ولكن ما لا يقل عن 14 ألفا لا يزالون في البلاد، ووصل العديد منهم في السنوات الماضية وبقوا لكسب العيش أو الادخار قبل محاولة الذهاب إلى السعودية.
وقالت المتحدث باسم الهجرة الدولية، أوليفيا هيدون، إن العديد من المهاجرين لا يدركون طبيعة الوضع في اليمن أو حتى المخاطر التي قد يواجهونها لعبور الصحراء في القرن الأفريقي وركوب البحر إلى خليج عدن، وأشارت إلى أن المهربين يبيعون أحلاما للمهاجرين بشأن الحياة التي يمكن أن يعيشوها أو يوفروها لأسرهم ولبلادهم، إذا وصلوا إلى السعودية.