جرائم الحوثي في الحديدة.. تفاقمٌ للمأساة وإجهاض لتحقيق السلام
"لا صوت يعلو صوت الجُرم والاعتداء".. هذا هو المشهد الذي يسود في محافظة الحديدة، التي باتت مسرحًا لإرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الحوثية، يراه العالم ولا يتحرّك من أجل إيقافه.
ودأبت المليشيات الحوثية على ارتكاب العديد من الجرائم التي استهدفت ترويع المدنيين بغية إطالة أمد الحرب، وتعميق الأزمة الإنسانية، المصنّفة في الأساس بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
ففي أحدث الاعتداءات الحوثية، قصفت المليشيات المدعومة من إيران، القرى السكنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة بالقذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة.
مصادر محلية في الدريهمي قالت إنّ المليشيات الإرهابية قصفت القرى السكنية في جنوب المديرية بقذائف الهاون بشكل مكثف، وفتحت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة صوب منازل المواطنين.
عداونيًّا أيضًا، هاجمت مليشيا الحوثي، الأحياء السكنية في مدينة حيس بمحافظة الحديدة.
وقصفت المليشيات، بحسب مصادر محلية في المديرية، الأحياء السكنية شرق حيس بقذائف مدفعية الهاون بشكل متكرر.
تضاف هذه الاعتداءات إلى سجل دموي تملكه المليشيات الحوثية التي دأبت على ارتكاب أبشع الجرائم ضد المدنيين عملًا على إطالة أمد الحرب.
ويمكن القول إنّ التصعيد الحوثي المتواصل يساهم في تحقيق الهدف الذي تبتغاه المليشيات وهو إطالة أمد الحرب، باعتبار أنّ هذا الأمر يُحقّق الكثير من المكاسب للحوثيين، أهمها استمرار نفوذهم على الأرض بالإضافة إلى استغلال الوضع الإنساني المتردي وغياب سلطة القانون في تكثيف أعمال النهب، عملًا على تكوين ثروات ضخمة.
وهناك حاجة ملحة لمنح الحرب اليمنية استراحة طال انتظارها، لا سيّما أنّ الأرقام توثّق حالة إنسانية مأساوية يعيشها السكان، ووفقًا لأحدث الإحصاءات أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 112 ألف شخص بالإضافة إلى 24 مليون نسمة بحاجة لشكل من أشكال المساعدات الإنسانية.
ويمكن القول إنّ هذا الوضع الملتهب تزيده جائحة كورونا لهيبًا، فيمكن أن يفتك تفشي الفيروس بالسكان الذين يفتقرون إلى الوصول إلى الرعاية الصحية والذين أصبحوا أكثر هشاشة بسبب سوء التغذية.
وحسب تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، فإنّ أطراف الصراع في اليمن تواجه خيارًا صارخًا، فإمّا القبول بوقف إطلاق النار وتسوية سياسية غير مثالية، وبخاصةً في ضوء المخاوف من تفاقم تفشي جائحة كوفيد-19، أو الاستمرار في حرب ستتسبب بالمزيد من المعاناة الإنسانية دون أن يكون بوسع أي فريق تحقيق نصر عسكري واضح.