موتى على قيد الحياة.. الحوثي يحرم السكان من المياه
يبدو أنّ السكان القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية على موعدٍ مع تأزم جديد في الوضع المعيشي خلال الفترة القليلة المقبلة، في ظل أزمات ندرة المياه.
منظمة أوكسفام الدولية دقّت ناقوس الخطر، عندما حذَّرت من حرمان 152 ألف شخص من الفئات الأكثر ضعفًا من إمدادات المياه.
المنظمة قالت في بيان، إنَّ أزمة الوقود في المحافظات الشمالية، تهدد بقطع المياه الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ودعت جميع أطراف النزاع إلى توفير الوقود بشكل كافٍ بأسرع وقت ممكن.
ويمثّل "نقص المياه" أحد الأزمات الحياتية البشعة التي نجمت عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
ومؤخرًا، حذّر المكتب المحلي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، من أنّ 70% من المواطنين يفتقرون حاليًا إلى الصابون لغسل اليدين والنظافة الشخصية، وكشف المكتب الأممي عن افتقار 11 مليونًا و200 ألف إلى إمدادات المياه الأساسية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
ويواجه نحو 15 مليون شخص مخاطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا بسبب انقطاع حاد لإمدادات المياه، وذلك بالتزامن مع أزمات في الوقود يفتعلها الحوثيون بين حينٍ وآخر.
وسبق أن كشفت منظمة "أوكسفام" عن اضطرار 11 مليون شخص للاعتماد على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى أربعة ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود.
هذه الأزمة المتفاقمة أصلًا، يبدو أنّها في طريقها للتصاعد، في ظل أزمات الوقود التي تجيد المليشيات الحوثية الموالية لإيران افتعالها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وكثيرًا ما أقدمت المليشيات الحوثية على افتعال أزمة المشتقات النفطية في صنعاء ومناطق سيطرتها، الأمر الذي دفع السكان للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، رغم دخول عدد من السفن النفطية إلى ميناء الحديدة.
وتفرض المليشيات الحوثية سيطرة مُحكمة على آليات سوق النفط وآليات استيراد المشتقات النفطية، مع سحب كميات الديزل والبترول إلى جانب الغاز المنزلي من المحطات الرسمية، وبيعها بأسعار مضاعفة في السوق السوداء التي تشكل أحد أهم مصادر تمويل مجهودها الحربي وثراء القيادات والمشرفين التابعين لها.