تقارب الحوثي والقاعدة.. مؤامرة قطرية تعادي التحالف والجنوب
في مؤامرة مفضوحة تستهدف الجنوب والتحالف العربي أولًا وأخيرًا، ارتفعت وتيرة التنسيق الخبيث بين المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة، ضمن إرهاب فاحت منه رائحة التدخل القطري.
قيادات المليشيات الموالية لإيران كثّفت من لقاءاتها مع قيادات من تنظيم القاعدة الإرهابي محتجزين في سجون المخابرات بصنعاء (الأمن القومي والسياسي)، بعد عقد المليشيات لقاءات مماثلة منذ نحو عام انتهت بتحسين ظروف احتجاز أعضاء التنظيم الإرهابي وإطلاق سراح عدد منهم بشكل سري.
مصادر "المشهد العربي" كشفت أنَّ قيادات حوثية زارت سجناء من عناصر وقيادات القاعدة، منذ قبل بدء الصراع، وعقدت معهم لقاءات مغلقة، وأنّ الزيارات واللقاءات تكررت أكثر من مرة خلال الأسابيع الأخيرة.
وتحاول المليشيات الحوثية إبرام صفقات تعاون جديدة مع عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، لتنفيذ عمليات لصالحها خصوصًا في الساحل الغربي ومحافظات الجنوب.
وصدرت في الآونة الأخيرة، تعليمات حوثية بتحسين أماكن احتجاز قيادات القاعدة، والتغذية المقدمة لهم، وفق تقارب بين الحوثيين والجماعات المتطرفة المدعومة من قطر .
وأبدت المليشيات استعدادها لإطلاق سراح ما تبقى من عناصر القاعدة، من أصحاب القضايا المنظورة أمام المحاكم، لتنفيذ عمليات لصالحها .
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُقدِم فيها الحوثيون على تعزيز وتقوية علاقاتهم مع تنظيم القاعدة، ودائمًا ما يتم هذا التوجُّه بتعليمات قطرية، تستهدف التحالف العربي والجنوب.
وسبق أن طلبت قطر من قيادات الحوثي والقاعدة تقوية العلاقات والتنسيق فيما بينهم، عملًا على التحرُّك ميدانيًّا بشكل مكثف سواء في الساحل الغربي وكذا التحرك ضد الجنوب، عملًا على دعم تحركات مليشيا الإخوان الرامية إلى الهدف نفسه، وهو احتلال الجنوب ونهب ثرواته ومقدراته.
وفي هذا الإطار، عقدت مليشيا الحوثي مع تنظيم القاعدة في مايو الماضي، صفقة تبادل 115 أسيرًا من الجانبين في محافظة البيضاء، حيث أطلقت المليشيات 50 أسيرًا من القاعدة مقابل 65 أسيرًا يُطلق سراحهم التنظيم.
هذه الصفقة، وفق تقارير رسمية، كانت الخامسة بين القاعدة والحوثيين، حيث شملت إطلاق عناصر إرهابية نفذت عددًا من العمليات الإرهابية، وتقبع بالسجن المركزي في العاصمة صنعاء منذ 2013.
إقدام قطر على رعاية زيادة التفاهم والتنسيق بين الحوثيين والقاعدة أمرٌ يندرج في إطار المؤامرة التي تنفذها الدوحة وتستهدف التحالف العربي وتعادي الجنوب أيضًا.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل أقدمت الدوحة على دعم تحركات مليشيا الإخوان الخبيثة ضد الجنوب طوال الفترة الماضية، ولعب هذا الدور بشكل مباشر ما يُطلق عليه "تيار الدوحة" في حكومة الشرعية.
ويوجد تيار نافذ في الشرعية، يسير وفقًا لأجندة معادية للتحالف العربي، أعدتها دولتا قطر وتركيا، عملًا على تعزيز النفوذ الإخواني، وهو ما يضر كثيرًا بالتحالف، ومع أي اقتراب للتوصّل إلى تهدئة على نحوٍ يضع اتفاق الرياض في المسار الصحيح، فإنّ التيار الإخواني الموالي لقطر في حكومة الشرعية يعمد إلى عرقلة أي توافقات.
وكشفت معلومات في وقتٍ سابق، أنّ هناك توزيعًا للأدوار يتمثل في أنّ قيادات في حكومة "الشرعية" تهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفروع تنظيم الإخوان الإرهابي تهاجم المملكة العربية السعودية، فيما من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، حال تنفيذ اتفاق الرياض، موجة جديدة من النزوح السياسي من أتباع "الشرعية" نحو عواصم معادية لدول التحالف العربي مثل إسطنبول والدوحة.
النشاط الذي يقوده تيار قطر في محافظات تعز وشبوة ومأرب والمهرة يحظى بغطاء سياسي من بعض القيادات النافذة في الشرعية والمنتمية إلى جماعة الإخوان والتي تعلن دعمها للتحالف وتسعى في الوقت ذاته لتمكين الأجندة القطرية التركية من مفاصل الدولة ومؤسسات السلطة المحلية والجيش والأمن.