حربٌ طالها أمدها.. لماذا يعرقل الحوثيون مساعي السلام؟

السبت 18 يوليو 2020 02:38:00
testus -US

فيما تبذل الأمم المتحدة، ممثلة في مبعوثها الأممي مارتن جريفيث، جهودًا كبيرة من أجل إحلال السلام، إلا أنّ المليشيات الحوثية تمارس كثيرًا من التصعيد عملًا على تعقيد الأمور وإجهاض أي سبيل للحل السياسي.

وعلى الرغم من تمكّن الأمم المتحدة من التوصّل إلى اتفاق للسلام وُقِّع في السويد، ديسمبر 2018، ونُظر إليه على أنّه خطوة أولى على طريق وقف الحرب، وبالتالي تجنيب المدنيين أو من تبقى منهم ويلاتها، إلا أنّ المليشيات زرعت المفخخات في هذا المسار، وارتكبت أكثر من 14 ألف خرق وانتهاك، أسفرت جميعها عن تعقّد المشهد وإجهاض أي فرص للسلام.

تتحدّث صحيفة "الخليج" الإماراتية عن التوجُّه الحوثي الخبيث، حيث سلّطت الضوء في افتتاحيتها تحت عنوان "الحوثيون وخيارات الحرب"، اليوم الجمعة، على الموقف المتعنت لمليشيا الحوثي الإرهابية في الآونة الأخيرة، حيال نداءات السلام، الصادرة عن جهات محلية وإقليمية ودولية.

الصحيفة قالت إنّ تعنت المليشيات دليل على رغبة الحوثيين في استثمار الحرب لصالح توطيد دعائم سيطرتها على المناطق التي استولت عليها، وقالت إنّ التعنت السياسي للحوثيين الإرهابيين في الصراع الداخلي، تزامن مع نقل الأزمة إلى الخارج، عبر الاعتداءات التي تقوم بها ضد المملكة العربية السعودية.

وأشارت الصحيفة إلى تزايد الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، موضحة أن كلها تشير إلى أن خيار السلام ليس مطروحًا في أجندتها، وكل ما تريده هو استمرار الحرب، لأنها توفر لها سبل البقاء وإحكام السيطرة على المناطق التي تخضع لجبروتها.

إقدام المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري المتواصل وبالتالي إطالة أمد الحرب وإفشال أي مساعٍ نحو تحقيق السلام أمرٌ يمكن إرجاعه إلى العديد من الأسباب، وذلك بالنظر إلى أنّ المليشيات استطاعت في الأساس تحقيق العديد من المكاسب من استمرار الحرب، وبالتالي لا يمكن بسهولة أن تنخرط في مسار للسلام.

وفيما تركت المليشيات وراءها إرثًا ثقيلًا من حياة مأساوية شديدة البشاعة، فقد استطاع الحوثيون تكوين ثروات مالية ضخمة، مستخدمين من أجل ذلك قوتهم الغاشمة التي تمثّل تهديدًا وترويعًا لملايين المدنيين.

ومارست المليشيات أعمال نهب موسعة،  مكّنتها من تحقيق ثروات ضخمة، بعدما عملت على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.

وتقدِّر التقارير حجم الثروة التي جمعتها المليشيات الحوثية من الموارد ومن القطاع الخاص، والمساعدات الخارجية والمتاجرة بالخدمات واستثمار الأصول والجبايات والتبرعات بنحو 14 مليار دولار، منها تستثمر في الخارج، وأخرى أصول عقارية، وشركات تجارية حلت محل القطاع الخاص التقليدي.