المدعوم حضرميًا
د. سعيد الجريري
احتضنت مدينة المكلا حشوداً تدفقت من مختلف مديريات حضرموت أرادتها رسالة شعبية مباشرة، بكل شفافية، في الهواء الطلق، لا تحتمل أي تزييف في غرفة مغلقة أو (دغنة) مظلمة.
الناس مع إنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، مع الأمن والأمان، مع الخروج الآمن، بشكل قانوني، من أي التزام لدولة على الورق، لا وارث لها الآن إلا الحوثي ومن يرضى عنه، أو يتماهى مع نظامه، وهو وهم يعدون حضرموت والجنوب كله من ميراث علي عبدالله صالح.
الناس مع من يذود عن وجودهم، وكرامتهم على أرضهم، مع من يقول لا لمن استمرؤوا نهب كل شيء، ثم لا يلتزمون لهم بأي شيء، سوى أن يحكموهم ويعذبوهم بالخدمات.
الناس مع إدارة شؤونهم ذاتياً، في ظل تنصل حكومات الفساد غير المرضي عنها عن التزاماتها الأخلاقية. مع أن تدار الشؤون العامة لتوظيف الإيرادات لتحسين الخدمات وتطوير أساليب الإدارة، وتجفيف منابع الفساد والإفساد.
لذلك، لا غرابة أن يتدافعوا، ويتدفقوا من كل اتجاه، يجمعهم هدف واحد: إيقاف المتصارعين على السلطة اليمنية وأدواتهم عند حدهم، أن كفى عبثاً، فقد بلغ الويل الزبى.
أحد الأصدقاء المشاركين، بعث إليً، وهو يغادر ساحة الحرية، قائلاً بمعنوية عالية: إنها حضرموت.
بصراحة..
ولا أستطيع كتمانها، مع تقديري الشخصي،تساءلت في نفسي:
ما الذي منع المحافظ ووكيله الأول ووكلاءه أجمعين والمدراء وممثلي الأحلاف والجامع عن أن يكونوا في صدارة/ أو بين هذه الجموع؟
أ و ليس ما تطلبه الجموع يمثل دعماً لهم في الإدارة المحلية، ويمكنهم من انتزاع حقوق حضرموت، وتوظيفها لحل مشاكل عديدة كالخدمات، والكهرباء في مقدمتها؟
أ و ليست الجموع قوة ضغط شعبية لتأمين الاستجابة لكل مطلب عام؟
لعل التقاط اللحظة من الأهمية بمكان، فهذه الحشود لم تأت نكاية بأي جماعة أو فئة أو مسؤول في حضرموت، ولكنها تدعوهم دعوة مفتوحة بحجم الوطن إلى الانضمام إلى إرادة شعب، لا إرادة مناصب ونصب.
فلماذا يصطع البعض منهم مسافة بينهم وبين مواطنيهم؟
هل لهم شعب آخر غير هذا المحتشدة جموعه من كل مديرية ههنا في قلب مدينة المكلا؟
* لقد قدمت حضرموت مشهداً يخطئ من يقرؤه بعين حولاء، لا ترى التهمة الجديدة "المدعوم حضرمياً".