قوة الدفع الشعبية تصل بالقضية الجنوبية إلى الواجهة

الثلاثاء 21 يوليو 2020 19:01:22
testus -US

رأي المشهد العربي

يومًا تلو الآخر يتيقن المجتمع الدولي أن هناك رغبة شعبية جنوبية خالصة لاستعادة دولة الجنوب، وأن خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافل الدولية ليست شعارات فقط، بل أن خلفها قوة دفع شعبية وصلت بالقضية الجنوبية إلى الواجهة، إلى جانب تنظيم دبلوماسي وسياسي وعسكري يقوده الانتقالي بتناغم ونجاح فائق، مما كان سببًا في اختصار خطوات طويلة على طريق دولة الجنوب العربي.

الشعبية الجماهيرية للمجلس الانتقالي الجنوبي برهنت للعالم أجمع على أن هناك قوة منظمة على أرض الجنوب تستطيع أن تبني دولة مستقلة، بناء على تراكم جهود المجلس ومواقفه الوطنية المخلصة منذ تأسيسه في العام 2017، التي أفضت إلى تلاحم المواطنين حوله إيمانًا بموقفه الوطني وانحيازه الجنوبي.

تمكن المجلس الانتقالي من أن يصنع لنفسه شعبية حقيقية وليست زائفة في محافظات الجنوب بعد أن أصبح حاضرًا في جميع المديريات والمناطق الصغيرة وتواصل مع المواطنين للتعرف على المشكلات التي يواجهونها، وعمد على تشكيل وحدات محلية من أبناء المحافظات أنفسهم تكون مهمتها التعرف على الأوضاع بشكل مباشر على الأرض، تلك الوحدات تسعى باستمرار للتعامل مع الأزمات الخدمية الموجودة بقدر إمكانياتها، غير أنها استطاعت أن تخلق نوع من التواصل المفقود بين أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي الذي يدافع عن القضية الجنوبية بكل قوة.

لا يمكن الفصل بين قدرة المجلس الانتقالي على الاستمرار في مفاوضات صعبة مع الشرعية في الرياض على مدار أكثر من شهرين وبين ثقله الشعبي في الجنوب، إذ أنه يرتكن على قوة جماهيرية وعسكرية تدعم مواقفه الحالية، بل أن قوة الانتقالي تضع الشرعية ذاتها في مأزق وتجد نفسها غير قادرة على المراوغة وبالتالي فإنها تلجأ إلى تعطيل تنفيذ الاتفاق كأقل الأضرار بالنسبة إليها في الوقت الحالي.

تمكنت قوة الدفع الشعبية من أن تحقق نجاحًا للإدارة الذاتية التي تتلمس طريقها في الجنوب وتتمكن يومًا تلو الآخر من أن تكتسب شعبية مؤيدة لتلك الخطوة بما يضمن تطبيقها في غالبية محافظات الجنوب، وهي محطة رئيسية تمهد لاستعادة الدولة والتي ستكون أمرًا واقعًا أيضًا بفعل القوة الشعبية والتنظيم السياسي والعسكري والدبلوماسي للمجلس الانتقالي.

وفي المقابل فإن المجتمع الدولي دائمًا ما ينحاز إلى الطرف الذي لديه قوة ومشروعية تساعده على إنجاح خططه، وهو أمر يتوفر لدى القضية الجنوبية التي تمضي في تحقيق أهدافها بالرغم من محاولات مليشيا الحوثي الإرهابية التي تتحالف مع مليشيات الشرعية الإخوانية لعرقلة أي جهود من شأنها استعادة الدولة، وأن النجاحات العسكرية التي تتحقق على جبهات الجنوب تبرهن على أن هناك قوة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها دوليًا.