كيف تتآمر حكومة الشرعية على التحالف العربي؟ (تحليل)
في الوقت الذي يبذل فيه التحالف العربي جهودًا مضنية في مواجهة المشروع الحوثي - الإيراني، فإنّ حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا ستظل سرطانًا في خاصرة التحالف.
"الشرعية" التي يفترض أن تكون معركتها في مواجهة المليشيات الحوثية بعدما سيطرت "بسهولة" على أراضيها "الشمال"، فإنّ الحكومة المخترقة إخوانيًّا وجّهت بوصلة العداء صوب الجنوب بغية السيطرة على أراضيه ونهب مقدراته.
وعلى الرغم من الدعم الهائل الذي قدّمه التحالف للحكومة، إلا أنّ الشرعية ردّت على الدعم بوجهٍ خسيس، وأقدمت على ارتكاب العديد من الجرائم.
من أهم جرائم الشرعية هي العلاقات المشبوهة والخبيثة التي جمعت بين الحكومة الإخوانية مع المليشيات الحوثية، وقد وصل التنسيق بينهما إلى حد تسليم المواقع الاستراتيجية بالإضافة إلى تجميد الجبهات الحيوية، وهو ما كبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا.
مؤامرة الشرعية على التحالف العربي لم تقف عند هذا الحد، بل سارت الحكومة وفقًا لإملاءات قطرية وتركية وذلك في ظل الهيمنة الإخوانية على هذه الحكومة، وهو ما تُرجم على الأرض سواء بتحركات عسكرية بالتنسيق مع الحوثيين هدّدت أمن السعودية، فضلًا عن المجاهرة بتصريحات عدائية ضد التحالف.
كما أنّ قيادات إخوانية عديدة بالشرعية دائمة الظهور على شاشات إعلامية مشبوهة تموِّلها قطر وتركيا وتعمل على خدمة هذا المعسكر الشرير على مدار الوقت، وهو ما يُشكِّل إضرارًا كبيرًا بالتحالف.
على الوقْع السياسي، فقد أفصحت الشرعية عن عدائها للتحالف أيضًا فيما يتعلق باتفاق الرياض، ومارست الكثير من الخروقات والانتهاكات عملًا على إفشال هذا المسار الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
هذا الواقع يشير إلى أنّ حكومة الشرعية ستظل خاصرة تطعن التحالف العربي، وقد جاهرت بهذا العداء من خلال تقاربها مع النظامين القطري والتركي، وبالتالي بات لزامًا على التحالف أن يتوخى لهذا الأمر الذي يمثّل استهدافًا خبيثًا للأمن الإقليمي برمته.
وبات لزامًا على ما يبدو أن ينضبط مسار اتفاق الرياض الذي يتضمّن استئصال النفوذ الإخواني من معسكر الشرعية، وتبذل السعودية جهودًا مضنية في هذه الآونة من أجل إنقاذ الاتفاق الذي يحمل أهمية قصوى من أجل ضبط بوصلة الحرب.
من جانبه، أشاد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، بالجهد الدبلوماسي السعودي في رعاية اتفاق الرياض، مؤكدًا أن تنفيذ ذلك الاتفاق مهم لجميع الأطراف.
وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تنفيذ اتفاق الرياض منطلق مهم لجميع الأطراف والجهد الدبلوماسي السعودي الذي قاده سمو الأمير خالد بن سلمان وفريق عمله بقيادة سعادة السفير آل جابر كان جهدا اتسم بالصبر والمرونة والحكمة وهي أسس الدبلوماسية السعودية تاريخيا".
وأضاف: "سنبقى في الجنوب العربي طرفا وثيقا في محاربة المشاريع الدخيلة".