حاضنة الانتقالي الجارفة.. كيف يستفيد منها الجنوب؟ (قراءة)

لم تكد تمر أيامٌ على مليونية المكلا التي صدحت فيها حضرموت بصوت الجنوب عاليًّا، حتى تعالى صوت جديد رفع لواء القضية العادلة، عبّرت عنه جموعٌ من المتظاهرين السلميين الذين احتشدوا دعمًا وتأييدًا للقيادة الجنوبية وتحركاتها من أجل استعادة الدولة.

ففي هذا الحراك، دعا شيوخ وأعيان حضرموت، في اجتماع حاشد، بمنطقة العيون في ضواحي مدينة المكلا، إلى تصحيح الاختلالات في حلف قبائل حضرموت، كما حذروا من التعاطي مع الدعوات المسمومة بفصل مسار مظالم حضرموت ومطالبها الحقوقية، عن القضية الجنوبية، مؤكدين أن الهدف إبقاء القبضة اليمنية على حضرموت وثرواتها.

وطالب الشيوخ والأعيان بسحب مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية من مختلف أنحاء المحافظة واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية، وشددوا على أن رفع المظالم عن حضرموت وأهلها، لن يتحقق إلا باستعادة دولة الجنوب، وإقامة الدولة الفيدرالية التي تضمن لشعبها المشاركة في الحكم الذاتي.

شيوخ قبائل حضرموت جدّدوا أيضًا تأييدهم للخطوات التفاوضية، التي يخوضها وفد المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة السعودية الرياض، وعبروا عن انحيازهم إلى إرادة جماهير المحافظة التي عبرت عنها في مليونية المكلا، التي خرجت لتأييد المجلس الانتقالي الجنوبي.

وأكّد الشيوخ أنّ حضرموت لن تصطف إلا مع محافظات الجنوب، مؤكدين أن المجلس الانتقالي الجنوبي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب والمعبر عن تطلعاته في التحرر والاستقلال .

هذه الخطوة تحمل أهمية سياسية كبيرة فيما يتعلق بالحاضنة الشعبية الكبيرة التي تمكلها القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، وأنّ مختلف الخطوات التي يتم اتخاذها تحظى بدعم شعبي جارف.

كما أنّ التأييد الشعبي للقيادة الجنوبية يدحر المزاعم ويرد على الأكاذيب التي يروّجها أعداء الجنوب بأنّ المجلس الانتقالي يتحرك بعزلة، حيث تبيّن للقاصي والداني أنّ القيادة تملك حاضنة تسير من خلالها عملًا على تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

الحاضنة الشعبية الجارفة تفوِّت الفرصة كذلك على حكومة الشرعية التي تقوم استراتيجيتها العدائية ضد الجنوب على صناعة مكونات سياسية مشبوهة ووهمية تنسبها إلى الجنوب وتستخدمها وتوظِّفها سياسيًّا لكنّها بعيدة كل البعد عن قضية الوطن العادلة.

ويعوِّل الجنوبيون في هذه المرحلة على الاستفادة من هذا الزخم الشعبي الكبير على النحو الذي يحرّك مياه قضية الجنوب العادلة التي سُمع صداها عاليًّا على مستوى العالم أجمع.