حيدرة: «هذه» مكاسب اتفاق الرياض.. وقطر ستحرّك الإخوان لتفجير الأوضاع (مقابلة)
- تسريع وتيرة اتفاق الرياض يسهم في تعزيز الثقة بين الجانبين
- الاتفاق خطوة مهمة في طريق الحل النهائي للقضية الجنوبية
- إشراك الجنوبيين في الحكومة بنصف الحقائب الوزارية يعيد الأمور إلى نصابها
- لابد من استبعاد القيادات العسكرية الفاشلة في الجيش وإحالتها للتحقيق
- المجلس الانتقالي حريص على الحل السياسي ويجنحه للسلم
في مقابلة مع "المشهد العربي"، عدَّد الصحفي والإعلامي الجنوبي جمال حيدرة المزايا السياسية والعسكرية لآلية التسريع اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
حيدرة قال إنّ إشراك الجنوبيين في الحكومة بنصف الحقائب الوزارية يعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد الجميع إلى اتفاقية الوحدة السلمية في 1990 حينما دخل الجنوبيون في الوحدة كشركاء وليس كأتباع، مؤكّدًا أنّ هذا حق أصيل للجنوبيين إلى أن يأتي الحل النهائي عقب انتهاء مهمة التحالف العربي في اليمن، وحينها سوف يقرر الجنوبيون شكل دولتهم وطبيعة نظامها برعاية دولية.
وأضاف أنّه لابد من استبعاد القيادات العسكرية الفاشلة في الجيش وإحالتها للتحقيق جراء إخفاقها خلال خمس سنوات مضت، واستبدالها بقيادة عسكرية أكثر كفاءة.
إلى نص الحوار..
* كيف تنظرون إلى الإطار الجديد لاتفاق الرياض؟
هذا الاتفاق جاء بعد جولة طويلة من المفاوضات والمشاورات التي ترعاها المملكة العربية السعودية والإمارات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبين الشرعية اليمنية.
وفي الحقيقة لم تتغير بنود الاتفاق الأول لكن الجديد هو الآلية التسريعية لتنفيذ الاتفاق التي تمخض عنها قرار رئيس الجمهورية بتعيين الأستاذ حامد لملس محافظًا لعدن وتعيين العميد محمد أحمد الحامدي مديرًا لشرطة عدن، وكذلك صدر القرار الجمهوري بتكليف دولة رئيس الوزراء معين عبد الملك بتشكيل حكومة من 24 وزيرًا مناصفة بين الشمال والجنوب.
بكل تأكيد هذه القرارات سوف تسهم في تعزيز الثقة بين الجانبين وتؤسس لمداميك تنفيذ الاتفاق في الشق الأمني والعسكري، وهو جزء مهم في اتفاق الرياض، سيُعزِّز خطوط الجبهة الداخلية وتوحيدها في سبيل إنهاء الانقلاب الحوثي، إلى جانب إيقاف المعارك في أبين وشبوة وخروج مليشيا الإخوان إلى مأرب لمواجهة الحوثيين.
* ما أهمية الاتفاق من الناحيتين السياسية والعسكرية؟
أهمية الاتفاق من النواحي السياسية أنّه خطوة مهمة في طريق الحل النهائي للقضية الجنوبية، ويُعزِّز الثقة لدى الجنوبيين كشريك رئيسي في أي مفاوضات قادمة في طريق الحل النهائي للأزمة اليمنية.
كما أنّ إشراك الجنوبيين في الحكومة بنصف الحقائب الوزارية يعيد الأمور إلى نصابها، ويعيد الجميع إلى اتفاقية الوحدة السلمية في 1990م حينما دخل الجنوبيون في الوحدة كشركاء وليس كأتباع، وهذا حق أصيل للجنوبيين إلى أن يأتي الحل النهائي عقب انتهاء مهمة التحالف العربي في اليمن، وحينها سوف يقرر الجنوبيون شكل دولتهم وطبيعة نظامها برعاية دولية.
من نواحي عسكرية، بكل تأكيد سوف يسهم الاتفاق في توحيد الصف والجهود ويعزز الجبهات الداخلية في سبيل مواجهة الحوثيين وتحرير المحافظات الشمالية.
* ما الضمانات اللازمة لإلزام الشرعية على تنفيذ الاتفاق؟
لابد أن تكون هناك ضمانات ملزمة للشرعية من قبل التحالف العربي والأطراف الدولية، سيتضمنها الاتفاق، من هذه الضمانات إلزام مليشيا الإخوان بالعودة إلى مأرب، وتفعيل دور الجيش الذي يقوده المقدشي واستعادة المواقع التي سيطرة عليها الحوثيون مؤخرًا في مأرب والجوف ونهم.
لابد من استبعاد القيادات العسكرية الفاشلة في الجيش وإحالتها للتحقيق جراء إخفاقها خلال خمس سنوات مضت، واستبدالها بقيادة عسكرية أكثر كفاءة ووطنية، من هذه القيادات الفاشلة نائب الرئيس علي محسن الأحمر ووزير الدفاع المقدشي.
* كيف رأيتم خطوة إعلان المجلس الانتقالي التراجع عن الإدارة الذاتية؟
المجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي حفظه الله ورعاه أثبت أنه حريص على الحل السياسي وجنوحه للسلم ووقف الاقتتال، وقد عكس من خلال موافقته على إلغاء الإدارة الذاتية روحًا وطنية عالية ومسؤولة، واحترام كبير لرعاة الاتفاق السعودية والإمارات، وهي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن الجنوبيين مع الأمن والاستقرار والسلام في اليمن والمنطقة العربية.
* ما المطلوب في المرحلة المقبلة من المجلس الانتقالي لتحقيق تطلعات شعبه؟
المجلس الانتقالي لديه برنامج عمل متكامل لإنعاش الحياة في المحافظات الجنوبية التي عانت وما تزال تعاني من حرب الخدمات التي شنتها الشرعية عليه منذ سنوات، أحرمت الناس من أبسط حقوقهم كالكهرباء والماء والخدمات والرواتب، وهذه أولوية إلى جانب أولوية استتباب الأمن والاستقرار في مدن الجنوب، إلى جانب تحقيق تطلعات الجنوبيين في الجانب السياسي والمتمثل في إشراك حقيقي للكوادر الجنوبية في السلطة وتمكينهم من ذلك لشغل مناصب قيادية عليا، كما يعول عليه أن يكون ممثل حقيقي للجنوبيين في اي مفاوضات سياسة قادمة في إطار الحل النهائي.
* ما المتوقع فعله من تيار قطر في الشرعية؟ وكيف يمكن التصدي له؟
قطر لا يمكن أن تتوقف في مساعيها وأهدافها التخريبية والتدميرية وأنشطتها الإرهابية في اليمن وسوف تعمل بكل قوة في سبيل تفجير الوضع عسكريًّا من خلال تقديم المزيد من الدعم المالي والعسكري والإعلامي للإخوان (حزب الإصلاح) كما فعلت وتفعل منذ خروجها من التحالف العربي، وعزلها عربيًّا من قبل الرباعية العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
أيضًا نتوقع أن تدفع بأجنحتها الإرهابية داعش والقاعدة في زعزعة الأمن جنوبا من خلال عودة السيارات المفخخات والاغتيالات، لكنها ستفشل لكل تأكيد كما فشلت سابقا وسوف تواجه بقوة ردع جنوبية ضاربة.