هل تخوض مليشيا الإخوان حربًا جديدة بالوكالة في المخا؟
أثار التسريب الذي نشرته وسائل التواصل الاجتماعي للإرهابي عبده فرحان (سالم)، والذي أشار فيه إلى تلقيه دعما عسكريا من تركيا تحت غطاء إيراني بهدف الوصول إلى باب المندب والسيطرة على ميناء المخا، العديد من التساؤلات حول نية مليشيات الإخوان خوض حرب جديدة بالوكالة بعد أن فشلت في مهمتها الموكلة إليها في سقطرى؟
من الواضح أن عناصر الإخوان يتسلحون هذه المرة بدعم تركي إيراني وهو ما يبرهن على حاجة التنظيم إلى كثير من الأموال والسلاح بعد أن انكشف في المعارك التي دارت مؤخرًا في أبين وسقطرى، وبالتالي فإنه يعول على دعم تركي إيراني من الممكن أن ينقذ المليشيات التي تلقت خسائر سياسية وعسكرية عديدة خلال الفترة الماضية.
قد تكون المخا وميناؤها الإستراتيجي فرصة جديدة لإعادة ترتيب أوضاع مليشيات الإخوان لأن نجاحها في مهمتها يعني أنها سوف تحصل على مزيد من الدعم الإقليمي باعتبار أن المنطقة تشكل أهمية إستراتيجية قصوى لكل من أنقرة وطهران، وبالتالي فإنه يبدو واضحًا أنها ماضية في أن تخوض حربًا جديدة بالوكالة لعلها تعوض ما خسرته على يد القوات المسلحة الجنوبية في الجنوب، وكذلك على يد مليشيا الحوثي في جبهات الشمال.
ولكن في المقابل فإن مليشيا الإخوان إذا اتخذت قرارها بمهاجمة المخا فإنها تكون قد كتبت نهايتها بيدها حال خسرت المعركة لأنها ستكون أمام مواجهة قوية مع القوات المشتركة التي لن تسمح لها بأن تستولي على المدينة والميناء مهما كان الثمن، كما أن ميزان القوى العسكرية يصب لصالح ألوية العمالقة التي لديها كثير من القدرات العسكرية في الساحل الغربي.
الأكثر من ذلك، فإن مليشيات الإخوان حال أقدمت على محاولة اختراق المخا والسيطرة على الميناء فإنها ستكون قد أنهت علاقتها بالتحالف العربي في ظل سعي أنقرة وقطر لإفشال مهام المملكة العربية السعودية لإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية، وبالتالي فإنها ستكون قد دخلت في عداء مباشر للتحالف في وقت تحاول فيه الحفاظ على شعرة فاصلة في علاقتها بالتحالف ومحور الشر القطري التركي الإيراني في آن واحد.
أكدت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير بعددها الصادر اليوم الاثنين، أن المقطع المسرب لمرشد تنظيم الإخوان الإرهابي المدعو عبده فرحان "سالم"، مستشار محور تعز، يكشف عن مخطط مشترك لمليشيات الإخوان والحوثيين للوصول إلى باب المندب والسيطرة على ميناء المخا.
وقالت الصحيفة إن تسريبات عبده فرحان، تزامنت مع حملة إعلامية منسقة تستهدف القوات المشتركة في الساحل الغربي، بالاشترك مع مليشيا الحوثي الإرهابية.
ونقلت عن مصدر قوله إن ملامح المشروع التركي في اليمن باتت أكثر وضوحًا مع بروز حالة التمايز للتيار الموالي لقطر داخل حكومة الشرعية الذي يستهدف إفشال اتفاق الرياض والدفع باتجاه مواجهات داخل المعسكر المناوئ لمليشيا الحوثي الإرهابية.
ونبهت إلى تجدد المواجهات في محافظة أبين، بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، بالرغم من إعلان السعودية عن الاتفاق على آلية جديدة لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
واعتبرت مصادر الصحيفة أن المواجهات تكشف عن النفوذ الذي يتمتع به التيار الموالي لقطر الرافض لاتفاق الرياض والذي يعمل على خلق واقع عسكري وسياسي وإعلامي جديد معاد لدول التحالف العربي.
فيما علق الخبير العسكري والاستراتيجي الإماراتي خلفان الكعبي، اليوم، على المزاعم التي رددها مستشار محور تعز مرشد التنظيم الإخواني الإرهابي بالمحافظة عبده فرحان سالم المخلافي بشأن ميناء المخا.
وقال في تغريدة عبر "تويتر" رصدها "المشهد العربي": "المخا فيها ألوية العمالقة ورجال المقاومة الوطنية والمخلصون من أهل المخا"، وأضاف: "الساحل الغربي فيه الرجال، وكما تعلم فيه من فيه وأنتم تعرفونهم، ومدعومون بإسنإد جوي"، وأوضح: "وبعدنا في الأشهر الحرم والاتفاق لم يكمل أسبوع انتبه يا هذا"، واختتم: "تذكر أنه شهر أغسطس وما حدث فيه قبل عام".