الحشد الشعبي في تعز.. كتائب إخوانية تغرس بذور الإرهاب
تواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية إفساح المجال أمام الفوضى الأمنية التي تفشّت بشكل مرعب للغاية في محافظة تعز، مستخدمةً في ذلك ما تعرف بكتائب الحشد الشعبي.
وتشهد المحافظة على مدار الوقت حوادث أمنية تفوح منها رائحة إخوانية، عملًا من هذه المليشيات الإرهابية على تعزيز هيمنتها على المنطقة، في سياسة تشبه كثيرًا ما تقترفه المليشيات الحوثية من جرائم.
وفي أحدث حلقات هذا الوضع الغاشم، تصدى أهالي قرية المذاحج في محافظة تعز، لعدوان مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية الإرهابية، في محيط جبر صبران بمديرية المعافر.
وفتحت عناصر المليشيات الإرهابية النار على الأهالي، من موقع تمركزهم في محيط جبر صبران على محطة المذاحج.
وردّ الأهالي على مصادر النيران، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أسفرت عن سقوط قتيل من المليشيا الإخوانية يدعى رشيد الأديمي، وجرح آخر يدعى علاء الصبري، برصاصة في العنق.
ومليشيا الحشد الشعبي الإخوانية تأسست سرا بدعم من دولة قطر، ومعسكراتهم التدريبية بمنطقة يفرس في مديرية جبل حبشي، ومعسكر 11 فبراير في جبل صبر ومعسكر الأصابح.
"الحشد الشعبي" عبارة عن كتائب مسلحة ينشرها حزب الإصلاح في تعز، في إطار مخطط أعدته دولتا قطر وتركيا من أجل تقوية نفوذ حزب الإصلاح وخدمة الأجندة الإخوانية التي تعادي المشروع القومي العربي.
ويتم تجميع أفراد من ألوية الجيش الوطني، منتمين للإخوان، وآخرين من أعضاء وأبناء قيادات التنظيم وحزب الإصلاح، ويرسلون معًا إلى المعسكرات الثلاثة بهدف إعادة تدريبهم عسكريًّا وعقائديًّا على يد ضباط إخوان، كما يتلقون دورات ثقافية دينية وحزبية.
وشرعت مليشيا حزب الإصلاح منذ أشهر عدة في تأسيس قوات الحشد الشعبي، وجنّدت خمسة آلاف شخص بدعوى محاربة الحوثيين، مع أن المحاور التي تتواجد فيها هذه المليشيات الإخوانية توقفت فيها المواجهات منذ ما يزيد على العامين.
حزب الإصلاح لا يستخدم هذه الكتائب المسلحة في الحرب على المليشيات الحوثية، فهذا الفصيل الإخواني ارتمى في أحضان المليشيات الموالية لإيران وعمل على عرقلة سير الحرب على الحوثيين طوال السنوات الماضية.
ويكمن الهدف غير المعلن لتأسيس هذه الكتائب في استباق أي خطوة لإعادة هيكلة قوات الجيش وتنقيتها من الدخلاء، حتى يحتفظ "الإصلاح" بجناح مسلح خاص على غرار مليشيا الحوثي.
وعلى الرغم من وجود أكثر من 35 ألف جندي مسجلين في سبعة من ألوية الجيش التي يقودها منتمون لجماعة الإخوان، إلا أنّها عجزت عن تحرير أجزاء المدينة الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، التي لا يزيد عدد أفرادها المنتشرون في المحافظة على سبعة آلاف مسلح.
ويخضع عناصر هذه المليشيات لتدريبات أمنية أكثر منها عسكرية (مداهمات، وتسلق مبانٍ، وإنقاذ، وحماية وتعقب شخصيات)، بالإضافة إلى دورات ثقافية (دينية، وحزبية) وأفلام وثائقية تمجد تضحيات تنظيم الإخوان، وتثني على دور قطر وتركيا.
وتشكيلات الحشد الشعبي تمول بسخاء من دولة قطر عبر حمود سعيد المخلافي، ويشرف عليها سياسيًا ضياء الحق الأهدل، وعسكريًّا العقيد عبده فرحان المخلافي، والمعروف بـ"سالم"، قائد الجناح العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في محافظتي تعز وإب.