انفلات مليشيات الإخوان ينبئ بإغراق تعز في بحور من الدماء

الاثنين 10 أغسطس 2020 22:12:00
testus -US

دفعت حالة السيولة التي تعانيها محافظة تعز جراء إطلاق يد مليشيات الإخوان من دون رادع إلى اندلاع مواجهات مسلحة لم تتوقف منذ أمس بين مليشيات متصارعة مع بعضها البعض ما ينبئ بتحويل المحافظة التي كانت عاصمة للثقافة والتنوير إلى بحور من الدماء على وقع الجرائم الإرهابية المرتكبة، تحديدًا في أعقاب تدشين معسكرات تدريب الإرهابيين التي ترعاها تركيا وقطر.

يرى مراقبون أن هناك حالة من الانفلات تعانيها محافظة تعز على جميع الأصعدة، إذ أن مليشيات الإصلاح تعيث في المحافظة فسادًا من دون أن يكون هناك طرف قادر على إيقاف جرائمها، إلى جانب أن مليشيا الحوثي الإرهابية استغلت تلك الحالة من أجل مزيد من التنسيق مع نظيرتها الإصلاحية وتحولت المحافظة إلى شراكة علنية بين الحوثي والإصلاح، غير أن تلك الشراكة قد تكون سببًا في إراقة دماء جديدة بفعل وجود أطراف رافضة لهذا التحالف العلني.

يذهب البعض للتأكيد على أن سعي الشرعية لتجهيز مليشيات الإخوان من أجل الزج بهم إلى جبهات القتال في الجنوب جاء بنتيجة عكسية، إذ بدت هذه العناصر أكثر شراسة فيما بينها بعد أن أدرك كل طرف أنه يمتلك القوة وأنه لا يمكن إيقافه بالقوة، وبالتالي فإن تمدد الاشتباكات التي جرت بالأمس قد يكون مقدمة لاقتتال داخلي بين المليشيات التي تمولها أطراف إقليمية عديدة على رأسها قطر وتركيا.

وكذلك فإن غياب قدرة الشرعية على ضبط زمام الأمور سياسيًا في ظل الترهل الذي تعانيه بالوقت الحالي يضاعف من إمكانية اندلاع مواجهات مسلحة بين مليشيات إرهابية ستجد الفرصة مواتية لاقتناص مزيد من المكاسب عبر استخدام سلاح القوة، بما سيؤدي في النهاية لوجود طرف قوي بيده مقاليد الأمور داخل المحافظة وآخر ضعيف لن يحقق أي مكاسب تذكر على الأرض.

وأقدم مسلحو جهاز الأمن السياسي التابع لمليشيا الإخوان الإرهابية في محافظة تعز، صباح اليوم الاثنين، على قتل شاب يدعى باسم الشرعبي، وكشفت مصادر محلية في تصريحات لـ"المشهد العربي"، عن تورط مسلحين يتبعون المدعو عبدالواحد سرحان المخلافي قائد جهاز الأمن السياسي في قتل الضحية أمام منزله بحارة عمار بن ياسر.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن جريمة القتل تعد عملية تصفية لانحدار المجني عليه من قرية المدعو غدر الشرعبي، وحذرت من تصاعد عمليات التصفية العرقية بين أبناء المنطقتين، مشيرة إلى الأحداث الدامية التي شهدتها تعز عصر أمس الأحد، بين القياديين في مليشيا الإخوان غزوان المخلافي وغدر الشرعبي، وخلفت 7 قتلى.

اندلعت أمس الأحد، اشتباكات عنيفة بين فصيلين تابعين لمليشيا الإخوان الإرهابية وسط محافظة تعز.

وأوضحت مصادر لـ"المشهد العربي"، أن الاشتباكات المُسلحة اندلعت بين عناصر تابعة للمدعو غزوان المخلافي، المُقرب من مرشد الإخوان في المحافظة المدعو عبده فرحان "سالم"، وعناصر تابعة للقيادي المدعو غدر الشرعبي.

وبّينت أن الاشتباكات اندلعت في شارع المُغتربين، وامتدت حتى جولة سنان، مشيرةً إلى أن أعداد القتلى والجرحى لم يتم حصرها؛ بسبب حدة الاشتباكات.

يشار إلى أن هذه الجولة من الاشتباكات بين الفصيلين هي الثالثة منذ فبراير الماضي، حيث يعود سببها إلى الكمين الذي تعرض له المدعو غزوان من قبل مُسلحين تابعين للمدعو غدر الشرعبي وتم على إثرها بتر أحد قدميه.

كما وقعت في مديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، أمس الأحد، اشتباكات عنيفة بين عناصر أمنية بقيادة مدير أمن المديرية توفيق الوقار، وعناصر من الشرطة العسكرية، مُعززين بمُسلحين من مليشيا الحشد الشعبي الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان.

وقالت مصادر لـ"المشهد العربي"، إن أطقم للشرطة العسكرية بمشاركة مسلحين من مليشيا الحشد الشعبي الخاضعة لسيطرة مليشيا الإخوان، توجهوا لاعتقال مدير أمن مديرية جبل الحبشي، بتهمة محاولة اغتيال قائد الشرطة العسكرية المدعو محمد الخولاني.

وأضافت المصادر، أن الاشتباكات تسببت في توقف حركة مرور السيارات في طريق "الحجرية ـ تعز"، حيث تكدست المئات من السيارات على جنبات الطريق.

وكانت مصادر قد نفت لـ"المشهد العربي"، المزاعم التي تتبناها الشرطة العسكرية، بشأن تعرض قائدها المدعو محمد الخولاني، لمحاولة اغتيال في مديرية جبل حبشي.

في السياق نفسه، أوضحت مصادر لـ" المشهد العربي"، أن المعركة التي يجري الترتيب لها ضد توفيق الوقار مدير أمن جبل حبشي، لا علاقة لها بالنظام والقانون، لكنها بسبب رفضه الخضوع لابتزازات المليشيات الإخوانية.