علاقات الشرعية والقاعدة.. إرهابٌ يصنعه الأشرار
يومًا بعد يوم، يُفتضح حجم تفشي الإرهاب في معسكر الشرعية الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني، لا سيّما فيما يتعلق بالعلاقة مع تنظيمات متطرفة مثل "القاعدة".
وفي أحدث الأدلة التي فضحت هذه العلاقات، فقد تلقّت تمركزات تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية الوضيع بمحافظة أبين، إمدادات عسكرية، من اللواء الثالث حماية رئاسية، بقيادة الإرهابي المدعو لؤي الزامكي الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية.
مصادر محلية كشفت عن رصد عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، خلال نقل مؤن غذائية، وخيام ومعدات عسكرية ولوجستية، من معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية التابع للشرعية، في عكد بالمنطقة الوسطى في محافظة أبين.
ونقلت العناصر الإرهابية، الإمدادات إلى مناطق تمركزها في الوضيع، في تأكيد على استمرار التنسيق العسكري بين الشرعية الإخوانية، وتنظيم القاعدة الإرهابي.
ورُصد انتشارٌ غير مألوف لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مديرية الوضيع، بالتزامن مع أعمال نقل الإمدادات.
هذه المعلومات تُضاف إلى سجل كبير من الأدلة التي فضحت العلاقات بين حكومة الشرعية وتنظيم القاعدة الإرهابي، على النحو الذي فضح حجم تفشي الإرهاب في معسكر الشرعية.
ويقود العلاقات بين الشرعية وتنظيم القاعدة، الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
وكشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والسنّية والإسلامية التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".
وذكرت الدراسة: "الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودة غير متوقعة إلى السلطة".
وكانت وثيقةٌ قد حصل عليها "المشهد العربي"، بيّنت ارتباطا وثيقا بين قيادات حزب الإصلاح الإخواني في تعز، بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها أنصار الشريعة "القاعدة" وداعش.
وحملت الوثيقة رسائل متبادلة بين قيادات إخوانية في تعز، على رأسها ضياء الحق الأهدل، (أحد المتورطين في اغتيال العميد عدنان الحمادي)، مع أمير أنصار الشريعة (تنظيم القاعدة) حول أحد المختطفين.
وخاطب المدعو أبو البراء، أمير تنظيم القاعدة الإرهابي، أمين جامعة الإيمان علي القاضي، والقيادي الإصلاحي ضياء الحق السامعي، حول وضع المختطف سامي محمد العدوف في سجن النهضة الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان التابعة للشرعية.