كورونا والمجاعة.. عدوّان يهاجمان اليمنيين

الخميس 13 أغسطس 2020 02:43:00
testus -US

على مدار أكثر من ست سنوات، أحدثت الحرب العبثية الحوثية مآسي إنسانية نجمت عن الجرائم البشعة التي ارتكبتها المليشيات الموالية لإيران.

وإلى جانب مآسٍ حياتية قاتمة، جاءت جائحة كورونا لتضيف مزيدًا من المعاناة على السكان الذين يقطنون المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، التي أظهرت فشلًا ذريعًا في التعامل مع هذه الأزمة المروعة.

وفي هذا الإطار، حذرت صحيفة "العرب" اللندنية، من خطورة الوضع الحالي بمحافظات اليمن، مؤكدةً أن المجاعة والوباء يحاصران المواطنين، وقالت إنَّ اليمن دخل منعطفًا خطرًا يهدد ما بقي من آثار الدولة فيه، بالتزامن مع تكالب الأزمات عليه.

وأوضحت الصحيفة أنّ الأرقام المعلنة عن إصابات "كورونا" وأعداد المعانين من الأزمات الاقتصادية لا تعكس الحقيقة القائمة في اليمن، مشيرةً إلى أنَّ قلة عدد الإصابات المسجلة تعود بالأساس إلى ضعف وسائل اكتشاف الفيروس، وقلة الفحوص التي تجرى للسكان في مختلف مناطق اليمن على حد سواء.

وتوصلت الصحيفة في تقريرها إلى نتيجة مفادها أن المساعدات الإنسانية ليست الحل باليمن، ولكن عملية السلام هي التي ستوقف معاناة الملايين من السكان.

وسجّل فيروس كورونا حضورًا مرعبًا في اليمن في ظل بيئة صحية متردية، في وقتٍ تتوالى التحذيرات من تفشٍ أكثر رعبًا للجائحة.

وقبل أيام، حذَّرت منظمة أطباء بلا حدود، من موجة ثانية لفيروس "كورونا" باليمن ودعت إلى ضرورة توخي الحذر؛ تحسبًا لحدوث تلك الموجة، مشدّدةً على أهمية المساعدة في منع انتشار الفيروس، من خلال اتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين المنتظم، والتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة.

وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة صحية شديدة التردي، وسط استهداف متواصل للكوادر الطبية، وكذا البنى التحتية الصحية، وهو ما صنع أزمة صحية شديدة الفداحة، كما تسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.

المليشيات الحوثية متورطة أيضًا في إفساح المجال أمام تفشي كورونا بشكل مرعب، وذلك بعدما أقدمت المليشيات على تحفيف الإجراءات والقيود في التعامل مع الجائحة.

واتبعت المليشيات سياسة خبيثة في التعامل مع الجائحة، وذلك من خلال إخفاء الحقائق والمعلومات، وهو أمرٌ شديد الخطورة حذَّرت منه كافة المنظمات الصحية التي تتعامل مع كورونا، والتي شدَّدت على الأهمية القصوى للتعامل بشفافية مع الجائحة.

وبعيدًا عن أزمة كورونا، يعاني اليمن في الأساس أزمة إنسانية شديدة الفداحة، تُصنّف بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.

وأدّت الحرب الحوثية إلى تفشٍ مرعب للفقر، وقد دفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.

وتقول تقارير دولية إنّ هناك ما بين 71-78٪ من السكان - بحد أدنى 21 مليون شخص- قد سقطوا تحت خط الفقر في نهاية عام 2019، كما تسبّبت الحرب الحوثية في توقف الأنشطة الاقتصادية على نطاق واسع، ما تسبب بنقصان حاد في فرص العمل والدخل لدى السكان في القطاعين الخاص والعام.