مسارات البيضاء.. نظرة على القواسم المشتركة بين الحوثي وداعش
على النحو الذي يكشف حجم هذا الإرهاب الخبيث الذي تفشّى في معسكر المليشيات، فإنّ مزيدًا من العلاقات الخبيثة تكشّفت بين الحوثيين وتنظيم داعش الإرهابي.
وضمن هذه العلاقات سيئة السمعة، كشفت مصادر مطلعة عن مفاوضات بين مليشيا الحوثي ومسلحي تنظيم داعش الإرهابي، في مناطق قيفة بمحافظة البيضاء، في وقت تتواصل المعارك العنيفة بين قبائل قيفة والحوثيين.
مصادر "المشهد العربي" قالت إنَّ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تمركزت في عدد من المواقع التي انسحب منها مسلحو داعش، وبقيت على مقربة من معاقل التنظيم الإرهابي دون قتال.
وأضافت أن هناك مفاوضات بين الطرفين الإرهابيين الحوثيين وداعش، لتأمين عملية خروج مسلحي داعش مع عوائلهم وأسلحتهم من معاقلهم في مناطق بقرات وعجمة ولقاح ويكلا شرقي مناطق قبائل قيفة.
واتفق الفصيلان الإرهابيان مبدئيًّا على تأمين عملية الخروج غير أن ذلك مرتبط بحسم مليشيا الحوثي المعارك مع قبائل قيفة بحسب المصادر التي أشارت إلى أنّ خروج عناصر تنظيم داعش الإرهابي قد يتأجل في حال لم يحسم الحوثيون المعركة.
وفي وقت سابق، انسحب مقاتلو داعش من عدة مواقع لفتح الطريق أمام المليشيات الحوثية في حربها مع قبائل قيفة، حيث رفض إرهابيو داعش القتال ضد مليشيا الحوثي، وهو ما كشف عن تنسيق بين الطرفين.
وهناك العديد من القواسم المشتركة التي تجمع بين المليشيات الحوثية الموالية لإيران، وتنظيم داعش الإرهابي، على النحو الذي يبرهن على حجم التطرف داخل هذين الفصيلين.
وشهدت مجريات الأمور العسكرية وتطوراتها تنسيقًا واضحًا بين المليشيات الحوثية وتنظيم داعش، عملًا من هذين الفصيلين الإرهابيين على تحقيق مصالحهما ونفوذهما.
ومؤخرًا، كشفت المعارك الدائرة بين مليشيا الحوثي، وقبائل قيفة في محافظة البيضاء، عن تنسيق بين تنظيم داعش الإرهابي والمليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وبحسب محللين، فإنّ الطرق المتشابهة التي يستخدمها تنظيم داعش ومليشيا الحوثي تقود إلى فرضية اتفاق بينهما، فالأول يبحث عن مصادر دعم جديدة بعد الخسائر التي لحقت به والانشقاقات داخل صفوفه، وانضمام بعض عناصره إلى القاعدة، إضافة إلى الوثائق التي فضحت العلاقة بين إيران والعديد من التنظيمات الإرهابية، والثاني يحاول بكل الطرق استنزاف المدنيين والتجار من خلال فرض الإتاوات ونهب المواد الإغاثية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة وتجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك.
من بين القواسم المشتركة، لجأت مليشيا الحوثي إلى استخدام الأطفال لزرع الألغام، واستقطابهم من خلال الإغراءات المالية، مستغلين الظروف الاقتصادية السيئة بسبب ممارسات الحوثيين، وتسببت هذه السياسة في مقتل الكثير من هؤلاء الأطفال، إضافة إلى عمليات التعبئة الدينية حيث يقومون بتخصيص حصص أسبوعية لطلاب المدارس تتحدث عن فضيلة الجهاد الأمر الذي يساهم في انخراط الأطفال بالحرب.
الحيلة نفسها لجأ إليها تنظيم داعش الإرهابي لمواجهة خسائره المتتالية، حيث يستخدم التنظيم 6 مراحل لتنشئة الأطفال ليصبحوا عناصر متطرفة في صفوفه، وقد كشف تقرير لدورية دراسات الصراع والإرهاب عن هذه المراحل، وأولها مرحلة الإغواء التي تشمل عرض الأفكار والممارسات المتطرفة للأطفال عبر لقاءات غير مباشرة مع أعضاء التنظيم في المناسبات العامة، ثم تأتي مرحلة التعليم، وهي مشابهة للإغواء، لكن يلقنوا فيها الطفل بشكل مكثف من خلال مقابلة قادة "داعش" وجهًا لوجه.
كما لجأت المليشيات الحوثية إلى التوسّع في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، بالإضافة إلى زراعة الألغام بشكل مكثّف في مختلف الأنحاء، وهو ما لجأ تنظيم داعش في مناطق نفوذه أيضًا.