مليشيات الحوثي.. عناصر تتنفس الفساد بحثا عن المال

الثلاثاء 25 أغسطس 2020 01:00:00
testus -US

شهدت صنعاء واقعتين بيوم واحد أكدتا أن المليشيات الحوثية تتنفس الفساد بحثا عن المال الذي توظفه لارتكاب مزيد من الجرائم الإرهابية، وكانت الواقعة الأولى حينما اعتقلت مخابرات مليشيا الحوثي الإرهابية، خمسة من موظفي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في صنعاء، بتهمة تسريب معلومات حول فساد قيادات حوثية، أما الثانية فتمثلت في تكريم المليشيات قياديًا مدانًا باختلاس أكثر من 400 مليون ريال.

برهنت هاتان الواقعتان على أن المليشيات الحوثية توفر حماية خاصة للأشخاص الفاسدين في مناطق سيطرتها، لأنها تستحوذ في النهاية على الأموال والمتكسبات الناتجة عن عمليات السرقة وتتعامل معها على أنها أحد أهم عوامل الدخل الأساسية التي ترتكن عليها لتمويل عملياتها الإرهابية، إضافة إلى أنها تدرك أن الطرف الذي بيده المال يستطيع أن يكون له اليد العليا داخلها.

وفي الفترة الأخيرة، توسّعت المليشيات الحوثية في جرائم الفساد التي شملت كافة القطاعات والمفاصل الحيوية، بما فيها المؤسسات والهيئات والصناديق ذات الإيرادات المالية، إضافة إلى ارتكابها سلسلة من الممارسات غير القانونية في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، كما استهدفت برامج الحماية الاجتماعية، وقامت بنهب كافة مدخراتها ومواردها، ما تسبب بتعميق الفقر وارتفاع نسبه.

ولا تفوت المليشيات الحوثية أي فرصة لنهب الأموال على النحو الذي يُمكِّن قادة وعناصر هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة، عبر سلسلة طويلة من جرائم الفساد الضخمة، وأقدمت على نهب الموارد، وأجبرت القطاع الخاص على دفع الأموال وقاسمته أرباحه، وأوقفت الإنفاق على الخدمات العامة، ودفع الرواتب.

وفي آخر جرائمها المرتبطة بالفساد، اعتقلت مخابرات مليشيا الحوثي الإرهابية، خمسة من موظفي الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في صنعاء، بتهمة تسريب معلومات حول فساد قيادات حوثية.

أكد مصدر مطلع لـ"المشهد العربي" أن القيادي الحوثي على العماد المعين رئيسًا للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، طلب من المخابرات اعتقال خمسة من مدراء الإدارات بتهمة تسريب معلومات تتعلق بفساد قيادات المليشيا، في عدد من المرافق الحكومية.

وأضاف أن عناصر من مخابرات المليشيا الحوثية اقتادت المسؤولين الخمسة إلى جهة مجهولة، مشيرا إلى أن المعتقلين هم "إبراهيم محمد بشير ومقبل محمد حسين مقبل وفؤاد مبخوت الجرادي وقيس القيسي وهاني معجم".

ولفت إلى أن ما يقوم به الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة من مراجعة للحسابات المالية للجهات الحكومية يذهب إلى أرشيف الجهاز مع إتلاف التقارير التي تدين قيادات نافذة، ويرفع تقريرا سريا بالمخالفات إلى مكتب زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، ومكتب مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.

واعتبر أن الجهاز الرقابي حولت مليشيا الحوثي مهمته إلى التكتم على قضايا الفساد، بدلا من محاربة الفساد.

أما الواقعة الأكثر طرافة فوقعت أيضا اليوم الاثنين، بعد أن أقامت المليشيات حفلًا تكريميًا للقيادي المدعو يحيى المهدي، المدان باختلاس أكثر من 400 مليون ريال من ميزانية دائرة التوجيه المعنوي التابعة لقوات المليشيا في صنعاء.

قال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن أوامر عليا صدرت قبل أكثر من عام بطرد المهدي بطريقة مهينة من منصبه كمدير لدائرة التوجيه بعد إدانته بالاختلاس.

وأوضح أن القيادي الحوثي البارز المدعو أبوعلي الحاكم، تولى طرد المهدي مع إخوانه من دائرة التوجيه، قبل أن تعود المليشيا وتعينه في عضوية الشورى، وهو المجلس الذي تكدس فيه المليشيا الإرهابية قياداتها الفائضة وغير المخلصة أو المشكوك في ولائها.

ووصف المصدر توجيهات مليشيا الحوثي الصادرة مؤخرًا بتكريم القيادي المختلس، بأنها تؤكد أن الفساد في صفوفها أصبح أمرًا طبيعيًا لدى سلطة المليشيا، مشيرا إلى أن المهدي المحسوب على القيادي النافذ المدعو محمد الحوثي مرشح لمنصب كبير، وأن التكريم محاولة لإعادة تدويره في منصب رفيع.

وتتورط قيادات مليشيا الحوثي في فساد مالي غير مسبوق في وقت تواصل المليشيا رفض تسليم مرتبات الموظفين الذين يتضورون جوعًا، رغم الوفرة المالية من العوائد الكبيرة التي تتحصلها.