انتحار حميد.. هل يشعل انتفاضة شعبية على الحوثيين؟
"أي شيء في الحياة أبشع من أن يحرق المرء نفسه لا لشيء إلا أنّه حُرم من أدنى مقومات الحياة".. الحديث عن حميد الحبيشي الذي انتحر حرقًا في محافظة إب.
الحبيشي توفي اليوم الخميس، وذلك بعد أيام من واقعة محاولته الانتحار حرقًا بعد تلاعب عاقل الحي الذي يقطنه في مدينة إب بحصته من الغاز.
وحميد كان نازحًا من محافظة تعز، وعمل بائعًا للآيس كريم في المدينة القديمة، وقد أقدم على إضرام النار في نفسه بعد سكب مادة البنزين عليه.
جاء ذلك نتيجة فشله في الحصول على حصة من الغاز المنزلي، بعد تلاعب وكيل التوزيع وعاقل الحارة المعين من المليشيات الحوثية، في الكمية المخصصة لبيعها وتسريبها إلى السوق السوداء.
مصادر حقوقية اتهمت السلطات المحلية الخاضعة لمليشيا الحوثي الإرهابية بالتنصل من مسؤولية علاجه، وأوضحت أنّ الحبيشي فارق الحياة في مستشفى جبلة الحكومي، بعد زيارة القيادي الحوثي المعين مديرًا لهيئة الزكاة المدعو ماجد التينة، للترويج بتكفل الهيئة بعلاجه.
زيارة التينة كانت - وفق المصادر - للاستهلاك الإعلامي واستغلالًا لاهتمام الرأي العام، مؤكدةً أن الضحية توفي بسبب الإهمال.
انتحار حميد يمكن القول إنّه يُعبِّر عن ضخامة الأزمة الإنسانية التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لا سيّما فيما يتعلق بالحصول الغاز المنزلي، في وقتٍ تسيطر فيه المليشياتعلى الغاز والوقود عبر "مافيا" كوّنتها المليشيات، التي تمكّنت من تحقيق ثروات ضخمة عبر هذا النهب الواسع.
وتشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين أزمة حياتية قاتمة، يتخللها الكثير من الأزمات من مختلف قطاعات الحياة، وهي سياسة خبيثة تعمّدت المليشيات إحداثها من أجل بسط مزيدٍ من السيطرة على هذه المناطق.
الآن، وفي ظل هذا الوضع المعيشي القاتم، لا يعرف إلى متى يظل الصمت الأممي على المآسي التي يصنعها الحوثيون التي تصنف بأنها الأبشع عالميًّا.
كما أنّه بات لزامًا على السكان أنفسهم ألا يصمتوا على هذا الوضع المأساوي، وأصبح الحل - وفق مراقبين - أن تندلع هبة شعبية تقضي على كل هذا العبث.