حائط صد جنوبي في سقطرى لمجابهة مؤامرات الإخوان
كثف المجلس الانتقالي الجنوبي من جهوده الأمنية لتأمين أرخبيل سقطرى بعد أن شهد محاولات إخوانية مدعومة من قطر وتركيا هدفت إلى إحداث فوضى في المحافظة، الأمر الذي دفع لمزيد من الإجراءات والتحركات العسكرية على الأرض لتكون بمثابة حائط صد أمام أي جرائم تستهدف احتلال الأرخبيل مجددا بعد أن جرى تطهيره قبل ثلاثة أشهر.
يرى مراقبون أن الانتقالي أظهر حسما أمنيا في المحافظة خلال الأيام الماضية منذ أن أعلن إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين القيادتين العسكرية والأمنية؛ للحفاظ على السكينة العامة وأمن واستقرار الأرخبيل، وأن هذه اللجنة كان لديها دور فاعل في تنسيق الجهود الأمنية والعسكرية وتمكنت من التعرف على مناطق الضعف أو المناطق التي من الممكن اختراقها عبر المليشيات الإرهابية.
يشكل المجلس الانتقالي وقوته العسكرية والأمنية شوكة في ظهر المليشيات الإرهابية الساعية إلى تنفيذ المخططات الإقليمية، تحديدا في أعقاب الهجمة الإعلامية على الأرخبيل مؤخرا، والتي كان من ضمن أهدافها تأليب المواطنين على المجلس ودولة الإمارات العربية المتحدة عبر إثارة الشائعات بشأن إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية، غير أن تلك الهجمة فشلت في إحداث تغيير ملموس على الأرض.
ويتوقع الانتقالي أن تستعر الهجمات الأمنية على الأرخبيل مستقبلا بعد أن فشلت محاولات إثارة أبناء المحافظة وبالتالي فإنه استبق تلك الهجمات عبر تدشين مزيد من النقاط الأمنية والعسكرية في مناطق مختلفة، وهي الإجراءات التي لاقت ترحيبا من المواطنين الذين يسعون لتثبيت الأوضاع الحالية وعدم العودة إلى حالة الفوضى التي فرضتها مليشيات الشرعية في السابق.
تكمن خطورة الأوضاع بالجزيرة الهادئة في أن تحركات مليشيات الإخوان تظل مدفوعة بدعم إقليمي سخي من قطر وتركيا اللتين لديهما رغبة حثيثة في السيطرة على الأرخبيل من أجل تدشين قواعد عسكرية تغير ميزان القوى في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وتمتد آثارها إلى منطقة القرن الأفريقي، وهو ما يضاعف من أهمية الإجراءات الأمنية التي يتخذها الانتقالي بالتعاون مع التحالف العربي.
وفي آخر هذه الإجراءات، وجه مدير عام شرطة محافظة أرخبيل سقطرى العميد الركن أحمد سعد القدومي، مدراء المراكز والوحدات الأمنية إلى التعاون مع العمليات المشتركة؛ للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة.
وتأتي تلك التوجيهات، ضمن الخطة الأمنية المرسومة لتأمين الأرخبيل، والتي كان آخرها إنشاء غرفة عمليات مشتركة بين القيادتين العسكرية والأمنية؛ للحفاظ على السكينة العامة وأمن واستقرار الأرخبيل.
وشدد العميد القدومي، على حرص القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، على توحيد الجهود الأمنية، وأكد ضرورة رفع مستوى اليقظة الأمنية لكل القيادات والوحدات والمراكز الأمنية، من أجل ضبط كل من تسول له نفسه المساس بالسكينة العامة.
كما وضعت قيادتا اللواء الأول مشاة بحري في سقطرى، وشرطة المحافظة، حجر أساس نقطة عسكرية وأمنية مشتركة في منطقة قدامة لحماية السلاحف البحرية بالمحافظة.
وشدد قائد اللواء الأول مشاة بحري، العميد ركن عبدالله السقطري، على حماية المناطق البحرية، ومواقع تواجد السلاحف باعتبارها من المحميات الدولية، وضبط المعتدين على البيئة.
فيما أكد مدير عام شرطة محافظة سقطرى، العميد الركن أحمد سعد القدومي، أن هناك تعاونا مشتركا بين القيادتين العسكرية والأمنية لحماية المحميات الدولية، مشيرا إلى إن الشرطة على استعداد تام للنزول إلى المواقع والمحميات التي يتواجد فيها العديد من السلاحف وحمايتها من أي اعتداءات.
وبالإضافة إلى ذلك كلف قائد اللواء الأول مشاة بحري في سقطرى اللواء عبدالله السقطري، أمس السبت، نوح مسلم سعد الدعنهي بقيادة موقع رأس قطينان العسكري غرب المحافظة، وشدد قائد اللواء، خلال زيارته المنطقة، ولقائه مشايخها وأعيان قبيلة دعنهو، على أهمية موقعها الاستراتيجي في حماية وحفظ أمن واستقرار الجزيرة.
وأعرب مشائخ قبيلة دعنهو عن وقوفهم إلى جانب القيادة العسكرية الجنوبية، ومساندتهم قائد الموقع نوح مسلم، في مواجهة شائعات وأكاذيب مليشيا الإخوان الإرهابية التي تروجها عبر وسائل إعلامها.