خطوة نحو تصحيح الأوضاع.. قراءة في خطوات التحالف العربي باليمن
يستطيع أي شخص متابع لتحركات التحالف العربي خلال الأيام الماضية أن يدرك أن هناك خطوات سياسية وعسكرية جديدة في طريقها للتنفيذ على أرض الواقع، وأن ذلك يظهر من خلال اللقاءات السعودية الإماراتية وكذلك التحركات السعودية على مستوى دول المقاطعة العربية لقطر (مصر والإمارات والبحرين)، إضافة إلى جملة من القرارات العسكرية على رأسها تغيير رأس قيادة التحالف باليمن.
هناك جملة من الدوافع التي كانت سببا في كل هذه التحركات على رأسها التصعيد الحوثي ضد المملكة العربية السعودية بعد أن توالت الطائرات والصواريخ المخففة التي استهدفت مناطق مدنية داخل المملكة على مدار الشهر المنقضي وحتى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إضافة إلى التصعيد الحوثي داخل اليمن والذي أفرز مضاعفة حجم الخروقات في جبهة الحديدة بالإضافة إلى التحرك الحوثي باتجاه مأرب.
بالإضافة إلى ذلك فإن هناك دوافع إقليمية مهمة تكمن في زيادة وتيرة التعاون والتنسيق بين قطر وتركيا وإيران، تحديدا بعد أن بلغ هذا التعاون مستويات متقدمة أفرز محاولة اختراق جزيرة أرخبيل سقطرى عبر التصعيد الإعلامي الموجه والمفضوح من إعلام الدول الثلاث خلال الأيام الماضية، والذي قد يتبعه تصعيد عسكري على الأرض يتطلب تحركات عاجلة لحماية خليج عدن والبحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي.
التقارب الإقليمي على مستوى محور الشر ( القطري التركي الإيراني) انعكس على التحالفات الداخلية بين الحوثي والشرعية بعد أن سمحت الأخيرة بوصول العناصر المدعومة من إيران إلى محافظة مأرب وسيطرت المليشيات الحوثية على نصف المحافظة تقريبا من دون أي مواجهات تذكر على الأرض وهو ما تطلب تغييرا عاجلا في إستراتيجية المواجهة واضطر التحالف العربي لتكثيف ضرباته الجوية خلال الأيام الماضية من أجل إيقاف حركة المليشيات الحوثية.
لعل الأبرز في تحركات التحالف الأخيرة أنها شملت دول المقاطعة القطرية والذي يمثل محور الاعتدال العربي ما يعني أن المواجهة ستكون أكثر حسما خلال الأيام المقبلة وأن المملكة العربية السعودية وجدت أن هناك تهديدا خطيرا على الأمن القومي العربي تطلب أن يكون هناك نقاشات عديدة بشأن مواجهة هذه التهديدات.
كما أن التحالف العربي أدرك بما لا يدعو مجالا للشك أن الحلول العسكرية هي التي سوف تدفع الأطراف المختلفة للرضوخ إلى السلام وأن إعادة ترتيب أوراق التحالف على الأرض يجب أن تأتي بالتوازي مع الجهود السياسية التي تبذلها المملكة العربية السعودية سواء على مستوى المباحثات مع المليشيات الحوثية أو على مستوى اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي والشرعية.
أجرى وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل بن أحمد الجبير، مباحثات هاتفية مكثفة مع وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر، حول اليمن، وناقش خلال المباحثات الهاتفية، العلاقات بين السعودية ودول التحالف، كما تطرق إلى المستجدات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
استهل الجبير مشاوراته مع دول التحالف العربي، باتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري، تبعه مشاورات مماثلة مع وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، ووزير خارجية مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
أعلنت مصادر مطلعة استجابة قوات التحالف العربي لصرف مرتبات مختلف أفرع القوات المسلحة الجنوبية خلال يومين، وأكدت مساء أمس الأحد، أن عملية صرف الرواتب المرتقبة تشمل مستحقات جميع أسر الشهداء والجرحى، وهو ما يعني أن هناك اهتماما بأن يكون هناك فاعلية دفاعية للقوات المسلحة الجنوبية في مواجهة التهديدات الإقليمية.