‏28 سبتمبر.. انطلاق القمر الصناعي الإماراتي الـ11 مزن سات‏

السبت 26 سبتمبر 2020 00:36:04
testus -US

أعلنت دولة الإمارات، عن انطلاق القمر الصناعي "مزن سات" في يوم 28 سبتمبر الجاري، ‏على متن الصاروخ الروسي "سويوز" حيث تم إنجاز التجارب والاختبارات النهائية بنجاح، ‏ليصبح القمر الصناعي الـ11 الذي تطلقه الدولة خلال 20 عاماً، وبينها 6 أقمار مخصصة ‏للاتصالات عبر شركتي الثريا والياه سات، و4 أقمار صناعية أطلقها مركز محمد بن راشد ‏للفضاء، متخصصة في التصوير والاستشعار عن بُعد وأيضاً تعليمية‎.‎

ودشنت وكالة الإمارات للفضاء مع جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وتعاونوا ‏لإطلاق مشروع تطوير وبناء القمر الصناعي «مزن سات»، لدراسة الغلاف الجوي لكوكب ‏الأرض، وتم تصنيعه بمشاركة كوادر وطنية شابة من الجامعتين بهدف إثراء أنشطة البحث ‏العلمي.‏

‏ ويعمل القمر على جمع وتحليل البيانات المتعلقة بمستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ‏وبالتحديد غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون في أجواء الإمارات، مستفيدين من مختبر «الياه ‏سات» الفضائي الذي يقع في جامعة خليفة، وسيقيس عند وصوله إلى مداره كمية الغازين، ‏وتوزيعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات ‏القصيرة، فيما سيقوم فريق العمل من طلاب الجامعتين برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي ‏يرسلها إلى المحطة الأرضية لإجراء دراسات عن ظاهرة المد الأحمر على سواحل الدولة‎.‎

وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أول أقمارها الصناعية من خلال شركة «الثريا ‏للاتصالات» المتمثل بالقمر الصناعي «الثريا 1» في عام 2000، بهدف تطوير خدمة ‏الاتصالات، فيما كان يغطي القمر الصناعي بلداناً مختلفة حول العالم، وبلغ عدد المستفيدين منه ‏أكثر من ثلث سكان العالم، وفي عام 2003، تم إطلاق القمر الصناعي «الثريا 2»، وصولاً إلى ‏القمر الصناعي «الثريا 3» الذي أطلق في 2008 حيث يغطيان ثلثي العالم عبر مناطق أوروبا ‏وأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ وأستراليا، ويوفران اتصالات ‏عالية الوضوح وتغطية من دون انقطاع من خلال خدمات التجوال الدولية بالنظام العالمي ‏للاتصالات المتنقلة «جي إس إم‎».‎

ومن جهتها أطلقت شركة الياه للاتصالات الفضائية «الياه سات»، التي توفر أقمارها حلولاً ‏متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية، تشمل خدمات الإنترنت والبث التلفزيوني ‏والاتصالات، أول أقمارها الصناعية «الياه 1» في 2011، حيث يقوم بعدة أدوار ومن ضمنها ‏إيصال البث التلفزيوني، وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 62 دولة، وجاء إطلاق القمر ‏الصناعي الثاني «الياه 2» في 2012، ليقدم خدمات الإنترنت الفضائي «ياه كليك» التي تتيح ‏الوصول للإنترنت لمختلف المؤسسات التجارية والأفراد في 28 دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا ‏ووسط وجنوب غربي آسيا، فيما تم إطلاق القمر الصناعي «الياه 3»، في 2018، ليوسع تغطية ‏الخدمات المقدمة عبر النطاق الترددي‎ «Ka» ‎لأمريكا الجنوبية وغربي أفريقيا‎.‎

وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء 4 أقمار صناعية متنوعة الاستخدامات، وكانت البداية في ‏‏2009 للقمر الصناعي «دبي سات - 1» الذي تم إطلاقه من كازاخستان، وهو أول قمر ‏صناعي للاستشعار عن بعد تمتلكه الدولة، وسجلت نسبة مشاركة مهندسي المركز في تطويره ‏‏30%، ولا يزال القمر يعمل بدقة ويؤدي جميع النظم والتقنيات التي زود بها بانتظام، ويوجد ‏‏«دبي سات - 1» في مدار قطبي متزامن مع الشمس على ارتفاع 682 كيلومتراً عن سطح ‏الأرض، وهو مزود أنظمة وتطبيقات تساهم في التخطيط الحضري، ورصد التغيرات البيئية ‏المختلفة وتقييم العوامل المناخية الطبيعية مثل العواصف الرملية والضباب، وتحديد نوعية المياه ‏في المنطقة ورصد المد الأحمر، إضافة إلى دعم بعثات المساعدات والإغاثة من الكوارث‎.‎

وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء «دبي سات 2» المصمم لأغراض الرصد في 2013 من ‏روسيا، وتتمحور مهمته في توفير بيانات الصور الكهروبصرية بدقة تمييز مكاني عالية تصل ‏إلى متر واحد للصورة والتي تخدم مختلف التطبيقات بما في ذلك المشروعات البيئية والتخطيط ‏الحضري والبنية التحتية. ويحمل القمر الصناعي كاميرا كهروبصرية مختصة بتزويد الصور ‏الفضائية من جميع أنحاء العالم طوال مدة الدوران في الفضاء، فضلاً عن التقاط صور متعددة ‏لنفس الموقع في يوم واحد، إضافة إلى القدرة على استقبال وتحليل هذه الصور من أي مكان في ‏العالم‎.‎

‎ ‎ويعد القمر الصناعي «خليفة سات» أول قمر صناعي إماراتي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه ‏بالكامل بأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وتم إطلاقه من اليابان في 2018، ويتمكن «خليفة ‏سات» من التقاط صور عالية الجودة قادرة على منافسة أكثر الأقمار الصناعية تقدماً على ‏مستوى العالم، حيث تم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير العالمية من الدقة الهندسية واللونية، حيث ‏تصل درجة وضوح الصور الملتقطة إلى 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف، ويمتلك ‏‏5 براءات اختراع، ما يجعله أيقونة تقنية متطورة، وتلبي صوره عالية الجودة احتياجات ‏المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص‎.‎

ويستخدم القمر جزءاً كبيراً من صوره لتلبية احتياجات مجال رصد اتجاهات التنمية والتغيرات ‏على كوكب الأرض، بحيث يتم استخدام صوره في تصميم وإنتاج الخرائط التفصيلية للمنطقة، ‏ويقوم بتوفير صور مفصلة تستخدم في عدة مجالات وتشمل الرصد البيئي، فضلاً عن الصور ‏المفصلة لدراسة المناطق، مثل القمم الجليدية القطبية، وأغراض التخطيط العمراني، كما يوفر ‏صوراً وتحاليل تتيح التحديد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي أو الساحلي، ورصد جهود ‏الإغاثة في جميع أنحاء العالم‎.‎

وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء «نايف - 1» في 2107، أول قمر صناعي نانومتري وأول ‏قمر إماراتي جامعي من نوع «كيوب سات» الذي صُمم لأغراض تعليمية، وعمل عليه طلاب ‏من الجامعة الأمريكية في الشارقة بالتعاون مع المركز، ويكتسب «نايف - 1» أهمية كبيرة، إذ ‏يأتي ضمن الاستراتيجية التعليمية المتكاملة لعلوم الفضاء الرامية إلى تطوير قدرات ومهارات ‏وكفاءات أبناء الإمارات في الاختصاصات الهندسية لتصميم وتركيب واختبار وتشغيل الأقمار ‏الاصطناعية النانومترية، وتتضمن مهمته العديد من الأهداف العلمية مثل تحديد خصائص ‏النموذج الحراري للقمر الصناعي والتحقق من دقته ومدى موافقته لبيئة الفضاء، ودراسة تطور ‏أداء الخلايا الشمسية في الفضاء خلال مرحلة حياة القمر‎.‎

يعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم ‏المشاريع، فضلاً عن عدد الشركات، التي تشتغل بالقطاع، ليصل حجم استثمارات الدولة فيه إلى ‏أكثر من 22 ملياراً، ويشمل ذلك المشاريع الفضائية المختلفة، التي تتم بجهود المؤسسات ‏والجهات العاملة والمشغلة له في الدولة، فيما بات من القطاعات الاستراتيجية في الإمارات، ‏خصوصاً في ما يخص استكشاف الكواكب وتطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، ‏إضافة إلى تطبيق أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية‎.‎