28 سبتمبر.. انطلاق القمر الصناعي الإماراتي الـ11 مزن سات
أعلنت دولة الإمارات، عن انطلاق القمر الصناعي "مزن سات" في يوم 28 سبتمبر الجاري، على متن الصاروخ الروسي "سويوز" حيث تم إنجاز التجارب والاختبارات النهائية بنجاح، ليصبح القمر الصناعي الـ11 الذي تطلقه الدولة خلال 20 عاماً، وبينها 6 أقمار مخصصة للاتصالات عبر شركتي الثريا والياه سات، و4 أقمار صناعية أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، متخصصة في التصوير والاستشعار عن بُعد وأيضاً تعليمية.
ودشنت وكالة الإمارات للفضاء مع جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، وتعاونوا لإطلاق مشروع تطوير وبناء القمر الصناعي «مزن سات»، لدراسة الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وتم تصنيعه بمشاركة كوادر وطنية شابة من الجامعتين بهدف إثراء أنشطة البحث العلمي.
ويعمل القمر على جمع وتحليل البيانات المتعلقة بمستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبالتحديد غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون في أجواء الإمارات، مستفيدين من مختبر «الياه سات» الفضائي الذي يقع في جامعة خليفة، وسيقيس عند وصوله إلى مداره كمية الغازين، وتوزيعهما في الغلاف الجوي باستخدام جهاز علمي يعمل بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة، فيما سيقوم فريق العمل من طلاب الجامعتين برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى المحطة الأرضية لإجراء دراسات عن ظاهرة المد الأحمر على سواحل الدولة.
وأطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة أول أقمارها الصناعية من خلال شركة «الثريا للاتصالات» المتمثل بالقمر الصناعي «الثريا 1» في عام 2000، بهدف تطوير خدمة الاتصالات، فيما كان يغطي القمر الصناعي بلداناً مختلفة حول العالم، وبلغ عدد المستفيدين منه أكثر من ثلث سكان العالم، وفي عام 2003، تم إطلاق القمر الصناعي «الثريا 2»، وصولاً إلى القمر الصناعي «الثريا 3» الذي أطلق في 2008 حيث يغطيان ثلثي العالم عبر مناطق أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ وأستراليا، ويوفران اتصالات عالية الوضوح وتغطية من دون انقطاع من خلال خدمات التجوال الدولية بالنظام العالمي للاتصالات المتنقلة «جي إس إم».
ومن جهتها أطلقت شركة الياه للاتصالات الفضائية «الياه سات»، التي توفر أقمارها حلولاً متعددة الأغراض للقطاعات التجارية والحكومية، تشمل خدمات الإنترنت والبث التلفزيوني والاتصالات، أول أقمارها الصناعية «الياه 1» في 2011، حيث يقوم بعدة أدوار ومن ضمنها إيصال البث التلفزيوني، وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 62 دولة، وجاء إطلاق القمر الصناعي الثاني «الياه 2» في 2012، ليقدم خدمات الإنترنت الفضائي «ياه كليك» التي تتيح الوصول للإنترنت لمختلف المؤسسات التجارية والأفراد في 28 دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب غربي آسيا، فيما تم إطلاق القمر الصناعي «الياه 3»، في 2018، ليوسع تغطية الخدمات المقدمة عبر النطاق الترددي «Ka» لأمريكا الجنوبية وغربي أفريقيا.
وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء 4 أقمار صناعية متنوعة الاستخدامات، وكانت البداية في 2009 للقمر الصناعي «دبي سات - 1» الذي تم إطلاقه من كازاخستان، وهو أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد تمتلكه الدولة، وسجلت نسبة مشاركة مهندسي المركز في تطويره 30%، ولا يزال القمر يعمل بدقة ويؤدي جميع النظم والتقنيات التي زود بها بانتظام، ويوجد «دبي سات - 1» في مدار قطبي متزامن مع الشمس على ارتفاع 682 كيلومتراً عن سطح الأرض، وهو مزود أنظمة وتطبيقات تساهم في التخطيط الحضري، ورصد التغيرات البيئية المختلفة وتقييم العوامل المناخية الطبيعية مثل العواصف الرملية والضباب، وتحديد نوعية المياه في المنطقة ورصد المد الأحمر، إضافة إلى دعم بعثات المساعدات والإغاثة من الكوارث.
وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء «دبي سات 2» المصمم لأغراض الرصد في 2013 من روسيا، وتتمحور مهمته في توفير بيانات الصور الكهروبصرية بدقة تمييز مكاني عالية تصل إلى متر واحد للصورة والتي تخدم مختلف التطبيقات بما في ذلك المشروعات البيئية والتخطيط الحضري والبنية التحتية. ويحمل القمر الصناعي كاميرا كهروبصرية مختصة بتزويد الصور الفضائية من جميع أنحاء العالم طوال مدة الدوران في الفضاء، فضلاً عن التقاط صور متعددة لنفس الموقع في يوم واحد، إضافة إلى القدرة على استقبال وتحليل هذه الصور من أي مكان في العالم.
ويعد القمر الصناعي «خليفة سات» أول قمر صناعي إماراتي تم تطويره وتصميمه وتصنيعه بالكامل بأيدي مهندسين إماراتيين 100%، وتم إطلاقه من اليابان في 2018، ويتمكن «خليفة سات» من التقاط صور عالية الجودة قادرة على منافسة أكثر الأقمار الصناعية تقدماً على مستوى العالم، حيث تم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير العالمية من الدقة الهندسية واللونية، حيث تصل درجة وضوح الصور الملتقطة إلى 0.7 متر و4 أمتار للنطاقات متعددة الأطياف، ويمتلك 5 براءات اختراع، ما يجعله أيقونة تقنية متطورة، وتلبي صوره عالية الجودة احتياجات المؤسسات الحكومية ومشاريع القطاع الخاص.
ويستخدم القمر جزءاً كبيراً من صوره لتلبية احتياجات مجال رصد اتجاهات التنمية والتغيرات على كوكب الأرض، بحيث يتم استخدام صوره في تصميم وإنتاج الخرائط التفصيلية للمنطقة، ويقوم بتوفير صور مفصلة تستخدم في عدة مجالات وتشمل الرصد البيئي، فضلاً عن الصور المفصلة لدراسة المناطق، مثل القمم الجليدية القطبية، وأغراض التخطيط العمراني، كما يوفر صوراً وتحاليل تتيح التحديد السريع لأي تغيير في الغطاء النباتي أو الساحلي، ورصد جهود الإغاثة في جميع أنحاء العالم.
وأطلق مركز محمد بن راشد للفضاء «نايف - 1» في 2107، أول قمر صناعي نانومتري وأول قمر إماراتي جامعي من نوع «كيوب سات» الذي صُمم لأغراض تعليمية، وعمل عليه طلاب من الجامعة الأمريكية في الشارقة بالتعاون مع المركز، ويكتسب «نايف - 1» أهمية كبيرة، إذ يأتي ضمن الاستراتيجية التعليمية المتكاملة لعلوم الفضاء الرامية إلى تطوير قدرات ومهارات وكفاءات أبناء الإمارات في الاختصاصات الهندسية لتصميم وتركيب واختبار وتشغيل الأقمار الاصطناعية النانومترية، وتتضمن مهمته العديد من الأهداف العلمية مثل تحديد خصائص النموذج الحراري للقمر الصناعي والتحقق من دقته ومدى موافقته لبيئة الفضاء، ودراسة تطور أداء الخلايا الشمسية في الفضاء خلال مرحلة حياة القمر.
يعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع، فضلاً عن عدد الشركات، التي تشتغل بالقطاع، ليصل حجم استثمارات الدولة فيه إلى أكثر من 22 ملياراً، ويشمل ذلك المشاريع الفضائية المختلفة، التي تتم بجهود المؤسسات والجهات العاملة والمشغلة له في الدولة، فيما بات من القطاعات الاستراتيجية في الإمارات، خصوصاً في ما يخص استكشاف الكواكب وتطوير تكنولوجيا الاتصالات والأقمار الصناعية، إضافة إلى تطبيق أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا الفضاء للاستخدامات الأرضية.