الجنوب وحقه المسلوب

الخميس 8 أكتوبر 2020 18:01:00
testus -US

رأي المشهد العربي

في الوقت الذي تخطو العاصمة عدن نحو تحقيق الاستقرار المعيشي بفضل جهود المحافظ أحمد لملس، فإنّ بقية محافظات الجنوب لا تزال تئن تحت واقع حياتي قاتم للغاية.

حكومة الشرعية فشلت في فرض هيمنتها الغاشمة على الجنوب عسكريًّا، لكنّها لا تزال تفرض سطوتها "إداريًّا"، وهو ما يكبّد الجنوبيين كلفةً باهظةً للغاية فيما يتعلق بتردي الواقع المعيشي على صعيد واسع.

لا يُعرف إلى متى تظل القبضة الإخوانية على الجنوب إداريًّا، ولا يُعرف متى يهنأ الجنوبيون بأن يديروا أراضيهم بأنفسهم، ولعل المرحلة المقبلة تستلزم مزيدًا من التحركات عملًا على أن يدير الجنوب شخصيات وطنية جنوبية تخدم القضية العادلة حقًا، وليس الزج بشخصيات يعود أصلها إلى الجنوب لكنّها أكثر من يعادي الوطن وشعبه.

المجلس الانتقالي، الممثل الشرعي والوحيد للجنوب شعبًا وقضية، تنتظره مهمة حاسمة فيما يتعلق بإحداث تغييرات جذرية على الصعيد الإداري، وذلك بعدما نجح في تثبيت دعائم الأمن بشكل كامل بفضل البطولات التي تُسطّرها القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية.

إدارة الجنوبيين لأراضيهم بأنفسهم أمرٌ يفوِّت على الشرعية مؤامراتها الدنيئة الساعية إلى إغراق الجنوب في فوضى معيشية قاتمة، في ظل مساعي هذه الحكومة الخاضعة لهيمنة إخوانية غاشمة في نهب ثروات الجنوب ومصادرة مقدراته.

إشهار "الشرعية" هذا السلاح الغاشم في وجه الجنوب وشعبه أمرٌ لا يقل عن جرائم حرب ترتكبها المليشيات الإخوانية على صعيد واسع، وهي كلها اعتداءات تصادر حق الحياة من المواطنين عبر سياسة "العقاب الجماعي".

كما أنّ هذه السياسة الغاشمة تعبِّر عن كمٍ كبيرٍ من الحقد والكراهية من قِبل الشرعية ضد الجنوبيين، ويتجلّى ذلك واضحًا في صناعة أعباء حياتية تبرهن على واقع معيشي قاتم يعيشه الجنوبيون.