سرطان الشرعية الموحش.. كيف يتخلص الجنوب من الكابوس؟
رصاصٌ من الإهمال، ذلك الذي تُطلقه حكومة الشرعية، التي تحتل الجنوب إداريًّا، وتثقل الكثير من مواطنيه بالأعباء.
محافظة أبين دفعت كلفة باهظة لهذا الإهمال المتعمد، حيث عملت الشرعية على صناعة الكثير من الأعباء في قطاعات الحياة الحيوية.
إحدى صور هذه المعاناة، عرض مزارعو وسط دلتا أبين في مناطق الجبلين وساكن وعيص، أبرز المطالب والاحتياجات الخاصة بهم، حيث أكّد المزارعون في تصريحات لـ"المشهد العربي"، أنهم تعرضوا لإهمال كبير من مكتب الزراعة والري بالمحافظة، الذي لم يقدم لهم المساعدات اللازمة؛ ما حال دون الاستفادة من موسم السيول.
ولم يتم استيعاب المزارعين ضمن الكشوفات الخاصة بالمنظمات المانحة، التي تقدم مساعدات زراعية كالبذور والأسمدة.
وتجاهل مكتب الري قنوات المياه ولم يُجرِ لها تصفية، الأمر الذي يعرقل وصول المياه للمزارعين.
وطوال الفترة الماضية، أشهرت حكومة الشرعية سلاح تردي الخدمات على صعيد واسع، في وجه الجنوبيين، وقامت على صناعة الأعباء في مختلف قطاعات الحياة، ضمن إرهاب فضح كمًا كبيرًا من الحقد الإخواني الموجّه ضد الجنوب وشعبه.
وكما أنه من المستبعد تراجع الشرعية عن هذا الإرهاب الذي يحمل صبغات طائفية ووجهًا غير أخلاقي على الإطلاق، فإنّ خلاص الجنوبيين من هذا الكابوس يظل مرتبطًا بأن يُمنَح الجنوبيون حق إدارة أراضيهم بأنفسهم وألا يظل الجنوب رهن الاحتلال الإخواني الغاشم.
وتخوض القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تحديًّا كبيرًا في إطار العمل على تمكين الجنوب من التخلّص من هذا الكابوس، وأن يُمنَح الجنوبيون حق إدارة أنفسهم ومؤسساتهم بشكل كامل.
ويمكن القول إنّ إدارة الجنوب لأراضيه ضمن رحلة استعادة الدولة وفك الارتباط سيتبعها عمل دؤوب نحو إعادة هيكلة كاملة في مختلف المؤسسات الإدارية والخدمية، بما يضمن وصول الخدمات للمواطنين بشكل لائق.