استراتيجية الانتقالي.. بين استعادة الدولة واحترام اتفاق الرياض
"تمسّكٌ باتفاق الرياض وإصرارٌ على استعادة الدولة".. إعلان جديد صدر عن الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبّر عن استراتيجية الجنوب في المرحلة الراهنة.
تجديد العهد صدر عن الرئيس الزُبيدي خلال لقائه مع سفير النرويج لدى اليمن أويفند ستوكه، في لقاء استعرض تطورات تنفيذ اتفاق الرياض وآلية تسريعه.
الرئيس الزبيدي قال إنّ المشاورات تتواصل لاستكمال تشكيل الحكومة وإعلانها، والبدء في الترتيبات العسكرية والأمنية المتفق عليها، مشيرًا إلى أنَّ المجلس مفوض من شعب الجنوب، مشددًا على أنه لن يتنازل عن حقوقه ومطالبه وتطلعاته المشروعة في استعادة وبناء دولته.
وأضاف أنَّ المجلس انتهى من تقديم رؤيته بشأن الفصل بين القوات في أبين ونقلها إلى الجبهات وإخراج القوات العسكرية من العاصمة عدن، وأشاد بجهود قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم الاستقرار بالبلاد وإنهاء الصراع.
الرئيس الزبيدي شدّد على حرص المجلس على تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مؤكّدًا أهمية تشكيل الحكومة واضطلاعها بمهامها لتخفيف معاناة المواطنين من وطأة الحرب وغلاء المعيشة وانهيار الخدمات وانعدام الرواتب.
تصريحات الرئيس الزبيدي تمثّل ما يمكن اعتباره تجديدًا للعهد، فيما يتعلق بعمل المجلس الانتقالي بشكل أساسي على استعادة دولة الجنوب في المقام الأول، وأنّ كل الخطوات التي يتم تنفيذها هي جزءٌ من استراتيجية "الدولة" الأهم.
واستطاع المجلس الانتقالي، على مدار الفترة الماضية، تحقيق الكثير من المنجزات السياسية حملت أهمية كبرى فيما يتعلق بالتحركات الدؤوبة الرامية إلى استعادة دولة الجنوب.
ونجح "الانتقالي" في استعادة زخم كبير لقضية الجنوب العادلة، وجعلها في موضع إقليمي ودولي شديد الاستراتيجية والحيوية، كما لعب دورًا دبلوماسيًّا قويًا يتعلق بنقل صوت الجنوبيين المنادي باستعادة دولته إلى العالم أجمع.
هذه الاستراتيجية التي يتبعها المجلس الانتقالي تحمل حلمًا جنوبيًا شعبيًا ووطنيًّا، تتسم بالحيوية الشديدة، فيما يتعلق بما تقدم عليها القيادة السياسية من خطوات فاعلة على الأرض.
المجلس الانتقالي وهو يتحرك بقوة فاعلة نحو استعادة دولة الجنوب، فإنّه يبدي التزامًا كاملًا باتفاق الرياض الموقّع بين المجلس وحكومة الشرعية في نوفمبر من العام الماضي.
ومنذ توقيع الاتفاق، أبدى الجنوب التزامًا كاملًا بهذا المسار سياسيًّا وعسكريًّا حرصًا على إنجاح هذا المسار الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوّهتها الشرعية طوال الفترة الماضية.
التمسك باستعادة الدولة والالتزام باتفاق الرياض هما العلامتان اللاتان تديران منظومة واستراتيجية عمل القيادة الجنوبية في المرحلة الراهنة، وهي استراتيجية متناغمة بشكل كبير تراعي التحديات الراهنة ولا تقبل بالتوازنات السلبية.