غريفيث في عمان.. تحركات أممية شكلية للتوافق حول الإعلان المشترك

الاثنين 26 أكتوبر 2020 00:03:00
testus -US

لم تأت زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى سلطنة عمان بجديد، كغيرها من الزيارات العديدة التي أجراها في العديد من العواصم العربية وطيدة الصلة بالأزمة اليمنية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن الإعلان المشترك الذي يروج له غريفيث لن يكون قابلا للتنفيذ على أرض الواقع طالما أنه لم يراع جميع أطراف الأزمة وفي القلب منها القضية الجنوبية.

بالإضافة إلى ذلك فإن تعدد زيارات غريفيث وتوالي دعواته لضرورة التوصل لتوافق حول الاتفاق المشترك يأتي في وقت مازالت تواصل فيه المليشيات الحوثية تصعيدها في محافظة الحديدة وغيرها من المناطق التي تستهدفها، وبالتالي فإن الرجل يبدو كمن "يؤذن في مالطا" كما يقولون ولن تأتي دعواته لأثر واضح على الأرض طالما أنه لا يوجد ضغوطات قوية على المليشيات الحوثية تدفعها للجنوح إلى السلام.

يرى مراقبون أن تحركات الأمم المتحدة بشأن الأزمة اليمنية طغت عليها الأبعاد الشكلية بوجه عام بعد أن فشلت في التوصل إلى حل ولو مبدئي للأزمة طيلة السنوات الماضية واستغرقت وقتا طويلا في التوصل لاتفاق السويد الذي لم يجد سبيلا للتنفيذ على أرض الواقع من الأساس، كما أنها حينما أقدمت على عقد اجتماعات بشأن تبادل الأسرى لم تتطرق إلى أي أبعاد سياسية وبدا تبادل المحتجزين كأنه صفقة داخلية بين الشرعية والعناصر المدعومة من إيران في ظل التقارب بينهما.

يؤكد متابعون على أن التواطؤ الأممي جعل إيران أكثر جرأة بشأن دعمها للمليشيات الحوثية وذلك بعد أن أقدمت على خطوة تعيين سفير لها في صنعاء، وسط تكهنات عن وجود أدوار مشبوهة من قبل أشخاص لديهم علاقات بالأمم المتحدة ساعدوا الجنرال الإيراني على الوصول إلى صنعاء.

غادر المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، اليوم الأحد، سلطنة عمان، بعد مشاورات حول مستجدات الملف اليمني، والتقى غريفيث خلال الزيارة، وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، لبحث مسودة الإعلان المشترك، وأعلن في بيان أن المباحثات تطرقت إلى المفاوضات الدائرة حول مسودة الإعلان المشترك وفرص العملية السياسية.

ودعا المبعوث الأممي لليمن، أطراف الصراع إلى العمل مع الأمم المتحدة، للتوصّل إلى اتفاق بشأن الإعلان المشترك، وشدد في بيان، مساء اليوم الأحد، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للأمم المتحدة، على ضرورة وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة اليمنيين، وطالب باستئناف محادثات السلام الهادفة إلى إنهاء الحرب والمضي بالبلاد نحو سلام مستدام.


وبالتزامن مع ذلك انتهكت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الأحد، الهدنة في محافظة الحديدة، عبر 100 خرق، في مواصلة لتصعيدها ضد المدنيين.

استهدفت خروقات المليشيا المدعومة من إيران، مدنا متفرقة جنوبي الحديدة، بالقذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة.

ونجحت القوات المشتركة في التدخل وضرب مصادر نيران مليشيا الحوثي لحماية المدنيين في مدينة حيس.

وقصفت عناصر مليشيات الحوثي، صباح اليوم، منظومة الطاقة الشمسية التابعة لمشروع المياه الرئيسي بمدينة التحيتا، الذي يخدم 30 ألف نسمة.