قنبلة صافر الموقوتة.. ماذا بعد القلق الأوروبي؟
يبدو أنّ خزان صافر النفطي سيظل عنوانًا لمزيدٍ من التحذيرات والاتهامات تتجدّد بين حينٍ وآخر، لواقعٍ يملؤه التعنت الحوثي الذي ينذر باندلاع نيران ربما لن يكون لها مثيل.
ففي خطوة جديدة تستهدف مزيدًا من الضغط على المعسكر الإيراني، عبَّر سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، في بيان مشترك، عن قلقهم من وضع خزان صافر العائم قبالة ساحل الحديدة على البحر الأحمر، وحملوا مليشيا الحوثي الإرهابية، مسؤولية حدوث كارثة على مستوى الإقليم، لعدم السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى السفينة صافر وصيانتها.
البيان الأوروبي قال إنَّ الناقلة النفطية في خطر وشيك ينجم عنه كارثة صحية وبيئية واقتصادية كبرى تؤثر على ملايين الناس، بعد خمس سنوات بدون صيانتها، وطالب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة، والسماح لفريق الخبراء بالوصول إلى السفينة دون قيود او شروط مسبقة أو تأخير.
وبحسب البيان، فقد رجّحت الدراسات العلمية خروج ميناء الحديدة عن الخدمة في حالة وقوع تسرب نفطي من الناقلة صافر، ما يؤثر على الأمن الغذائي للملايين.
هذا الضغط الأوروبي يُضاف إلى خطوات شبيهة مورست طوال الفترة الماضية، على المليشيات الحوثية من أجل التوقّف عن تعنتها الخبيث الذي يملأ مجال خزان صافر النفطي.
وهناك مخاطر مرعبة تتمثّل في أنّ عدم إجراء صيانة لازمة للخزان النفطي ينذر بكارثة بيئية، تُهدِّد المنطقة والعالم في ظل نداءات عديدة تحذر من انفجار الناقلة المتهالكة.
ومسبقًا، دقت تقارير أممية نواقيس الخطر عندما قالت إنّ التسرب يهدد بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر، بالإضافة إلى أنّ الأضرار الكارثية ستتسبب في تفشي الأمراض والأوبئة وإيقاف وصول المساعدات الغذائية، وسيؤدي التسرب كذلك إلى إغلاق موانئ الحديدة، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 800%.
الأضرار الكارثية التي يمكن أن تنتج عن انفجار خزان صافر النفطي، وفق التقارير، ستفاقم معاناة أبناء محافظة الحديدة، ومن الممكن أن يتعرض ثلاثة ملايين مواطن في الحديدة للتأثر بغازات سامة، بالإضافة إلى إصابة ستة ملايين مواطن بالتسمم البطيء.
هذا الوضع الملتهب الذي قد تندلع نيرانه بين لحظة وأخرى يفرض ضرورة أن يرفع المجتمع الدولي من وتيرة تعامله مع الأزمة الراهنة، وهنا الحديث عن التحرُّك من مجرد توجيه الدعوات والاتهامات إلى اتخاذ إجراءات فعلية على الأرض، تحمي المنطقة بأكملها من نيرانٍ ربما لن يستطيع أحد إخمادها.