هزيمة الشرعية السياسية على لسان بن دغر
رأي المشهد العربي
فقدت الشرعية الأمل في الحصول على مكاسب سياسية من اتفاق الرياض سواء كان ذلك عبر تصعيدها العسكري في الجنوب أو من خلال مراوغاتها السياسية أمام المجلس الانتقالي الجنوبي طيلة العام الماضي، وسد أبناء الجنوب جميع المنافذ التي من الممكن أن تنفد من خلالها الشرعية لتحسين وضعها في المباحثات المستمرة في الرياض.
لجأت الشرعية إلى البحث عن مكاسب سياسية بعيدًا عن قوة الجنوب التي فشلت في زعزعتها وذهبت باتجاه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يعاني تفككًا في بنيته الداخلية بفعل هيمنة أذرع مختلفة على اتخاذ القرار به، ووظفت أذرعها النافذة داخل الحزب من أجل تحسين وضعها السياسي المستقبلي، غير أن الفشل يظل يلاحقها أيضًا في ظل الرفض الجارف للتحركات الأخيرة التي قادها مستشار الرئيس اليمني المؤقت المدعو أحمد عبيد بن دغر، والمتهم بقضايا فساد عديدة.
من المؤكد أن الشرعية الواقعة تحت هيمنة حزب الإصلاح لن تجد طرفًا سياسيًا يستجيب إلى مطالبها غير المنطقية بالسيطرة على الحكومة المقبلة، لأنها على المستوى السياسي خسرت جميع الجولات التي خاضتها أمام المليشيات الحوثية التي تحالفت معها بحثًا عن مكاسب في الجنوب كما أنها لم تستطع فرض رؤيتها في مباحثات الرياض أمام المجلس الانتقالي الجنوبي.
وعلى المستوى العسكري خسرت الشرعية أيضًا معارك عديدة بعد أن سلمت جبهات الشمال للعناصر المدعومة من إيران وفشلت في تحقيق أي تقدم يذكر في الجنوب، بل أنها تظل محاصرة داخل مناطق بعينها لا تستطيع الخروج منها في ظل عدم وجود حاضنة شعبية لها تدعم تحركاتها، بالتزامن مع الاصطفاف الشعبي الواسع في صف المجلس الانتقالي الجنوبي.
تبقى الشرعية في أضعف حالاتها لأنها الطرف الأكثر خسارة على الأرض بعد أن تقلص نفوذها العسكري بدرجة كبيرة في مناطق ظلت واقعة تحت سيطرتها لفترات طويلة، إلى جانب أنها تعرضت للتشرذم والتشظي مما جعلها أكثر من طرف داخل كيان واحد، فهناك أطراف محسوبة على قطر وأخرى لديها علاقات بالمليشيات الحوثية وثالثة تبدو قريبة من التحالف العربي.
لن تؤدي بيانات بن دغر إلا لإضاعة مزيد من الوقت لعدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض، غير أن الشرعية تدرك في يقينها أنها ليس لديها من القدرات السياسية أو العسكرية التي تجعلها قادرة على فرض رؤيتها على الجميع، وبالتالي لا يبقى أمامها سوى تعطيل الاتفاق لضمان استمرار الأوضاع كما هي عليها الآن.