تفاقم الاغتيالات.. ماذا الذي يحدث في المعسكر الحوثي؟
يبدو أنّ المليشيات الحوثية تنتظرها أيام حالكة وشديدة الصعوبة، بالنظر إلى عديد الأزمات التي تنخر في عظام هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي الساعات الماضية، هاجم مسلحون مجهولون سيارة قيادي حوثي، في أحد شوارع صنعاء، وذلك بعد خمسة أيام من اغتيال الوزير في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" حسن زيد.
مصدر مطلع أبلغ "المشهد العربي"، أنّ كمينًا مسلحًا استهدف القيادي الحوثي حنين قطينة ومرافقيه، وأن هناك معلومات عن نجاة قطينة بأعجوبة من الكمين وتأكد إصابة اثنين من مرافقيه بجروح خطيرة.
ما يحدث في المعسكر الحوثي يقول إنّ المرحلة الراهنة أصبح عنوانها هو أنّ صراعات الأجنحة التي تضرب المليشيات قد بلغت حدًا خطيرًا للغاية، بالنظر إلى تعدّد عمليات الاغتيال.
وفي الأساس، فإنّ المليشيات تعيش منذ فترة طويلة في أتون أزمة ضخمة، تتمثّل في الصراعات التي تندلع وتتفاقم بين أجنحة الحوثي بشكل ربما يكون قد أصبح غير مسبوق.
ويُرجع العديد من المحللين أزمات صراعات الأجنحة التي تضرب المعسكر الحوثي إلى خلافات قيادات المليشيات على كسب الأموال والنفوذ، وهم أصبحوا مستعدين للتضحية على ما يبدو بأي شيء مقابل تناول المزيد من "كعكة الحرب".
ومن غير المرجّح أن تتمكّن قيادات المليشيات الحوثية من السيطرة على الوضع في الوقت الراهن، وذلك باعتبار أنّ الأمور خرجت في الأساس عن السيطرة، وتفاقمت الصراعات بين القيادات الحوثية بشكل ضخم.
ويمكن القول إنّ المرحلة الراهنة هي التي تأكل فيها المليشيات نفسها بنفسها، واستمرار هذا الوضع بتعقيداته الراهنة ربما يكون مبشّرًا لأن ينهار المعسكر الحوثي وتتفكك تركيبته.
ما يعضِّد من هذا الطرح أنّ السياسة التي يتبعها الحوثيون من أجل تخطي هذه الأمور غير مثمرة على الإطلاق، حيث تتبع المليشيات سياسة التمويه والمسارعة بإغلاق القضايا سريعًا في محاولة لمنع "القيل والقال"، لكنّ هذا الفصيل الإرهابي سرعان ما يصطدم بالمزيد من عمليات الاقتتال التي تندلع بين قياداته وعناصره، على نحوٍ يبشر بتهاوي الحوثيين، وهو أمر ينتظره ملايين السكان بالنظر إلى الأزمة الإنسانية والمعاناة القاتمة التي نجمت عن حرب المليشيات.