رصاص الشرعية في أبين يُصيبها بالعجز السياسي

الأحد 1 نوفمبر 2020 20:21:00
testus -US

لا تتوقف الشرعية عن خرق وقف إطلاق النار في محافظة أبين، منذ أن جرى التوافق حوله مع المجلس الانتقالي الجنوبي وبرعاية التحالف العربي في شهر مايو الماضي، لكنها في الوقت ذاته لم تستطع أن تحقق أي اختراقات أمنية في صفوف القوات المسلحة الجنوبية منذ ذلك الحين، وهو ما أصاب وفدها التفاوضي في الرياض بالعجز السياسي بعد أن ظهرت الشرعية كطرف غير قادر على تغيير موازين القوى على الأرض.

لم تستطع الشرعية أن تُحدث أي تغيرات عسكرية على الأرض وبدت مناوشاتها بين الحين والآخر كمحاولة للتأكيد على أنها مازالت حاضرة، لكن من دون أن تتأثر المفاوضات التي تبدو قد تأثرت بفعل المراوغات السياسية من قبل وفد الشرعية وليس بسبب المناوشات العسكرية على الأرض، وإن كان هذا التأثير يظهر واضحا على مستوى تأخير تنفيذه فقط من دون أن تحقق الشرعية أي مكاسب سياسية جديدة.

رغبة الشرعية في التصعيد بأبين دفعها لكشف جميع أوراقها، ووضح ذلك من خلال تحالفها مع التنظيمات الإرهابية بشكل علني، وبدت كطرف يستخدم جميع الأدوات من أجل عرقلة تنفيذ الاتفاق، الأمر الذي جعل التحالف العربي يكثف من ضغوطاته باتجاه تشكيل حكومة الكفاءات من أجل التخلص من هيمنة مليشيات الإخوان.

تعد مليشيات الإخوان الطرف الأكثر خسارة جراء المناوشات المتتالية في أبين، لأنها مُنيت بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد على يد القوات المسلحة الجنوبية، كما أنها جرى تصنيفها ضمن التنظيمات الإرهابية الأكثر خطورة بفعل تحالفها مع تنظيمي داعش والقاعدة، إلى جانب أن التحالف العربي أضحى أكثر إصرارا على إنهاء سيطرة حزب الإصلاح على الحكومة الحالية بفعل تورط الحزب في جرائم تهدد الأمن القومي العربي.

وعلى مدار الأيام الماضية استمرت الاشتباكات بين مليشيات الشرعية والقوات المسلحة الجنوبية، وتجددت مساء السبت، اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة الجنوبية والمليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة للشرعية، بجبهة الطرية في مدينة زنجبار، وأفاد شهود عيان، أن هناك اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة في الجبهة.

كما شنت مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، مساء اليوم الجمعة، عدوانًا على مواقع القوات المسلحة الجنوبية في جبهة أبين، بمدفع عيار 37 وأسلحة متوسطة، وكشفت مصادر ميدانية، عن اندلاع مواجهات عنيفة ردا على هجوم المليشيا، مؤكدة أن القوات المسلحة الجنوبية تواصل الرد على خروقات التنظيم الإخواني الإرهابي.

وتواصل مليشيا الشرعية الإخوانية، خروقاتها اليومية للهدنة المعلنة في محافظة أبين، في محاولات مستميتة لوأد اتفاق الرياض وإهدار جهود المملكة العربية السعودية لتطبيقه.

وتُشكل جبهة أبين، مسرحًا لإرهاب متفاقم تمارسه المليشيات الإخوانية الإرهابية، من خلال التصعيد العسكري ضد الجنوب والعمل على استفزاز قواته المسلحة، بغية إشعال الأوضاع عسكريًّا.

وقال الناشط السياسي مالك اليزيدي اليافعي،  إن "جماعة الإخوان هم الخاسر الأكبر إذا تم تنفيذ الاتفاق لذلك هم يواصلون خرق الهدنة في أبين لأنهم يدركون جيدًا أن سحب مليشياتهم من شبوة وحضرموت يعني نهايتهم".

وأضاف: "وعندها سيكسب الانتقالي اعترافا رسميا وسيتم تثبيت قواته على الأرض.. الحرب القادمة ستكون صراعا داخل الشرعية ولن يكون هناك طرف غير شرعي".