صياغة جديدة لعلاقات الجنوب تمهد لاستعادة الدولة
رأي المشهد العربي
أقدم المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه على إعادة صياغة علاقات الجنوب الدولية تماشيًا مع مرحلة جديدة دشن فيها المجلس رؤيته لاستعادة دولة الجنوب، ما أفرز عن وجود علاقات قوية مع دول التحالف العربي في القلب منها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى علاقات متوازنة مع الدول الفاعلة في المجتمع الدولي على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا.
بالتوازي مع ذلك أقدم الانتقالي على تدشين مكاتب له في العديد من العواصم الغربية، استهدفت بالأساس الترويج لعدالة القضية الجنوبية أمام العديد من شعوب دول العالم، وكذلك عمل على إيجاد صلات وثيقة بين أبناء الجنوب في المهجر وبين أبناء الداخل، واستخدم الانتقالي جميع الأدوات التي تصب في صالح رؤيته بشأن الاستقلال.
لعل أبرز التحركات الدولية التي قادها الرئيس عيدروس الزُبيدي، هو زيارته إلى كلًا من لندن وموسكو العام الماضي، وفتحت هاتين الزيارتين أبواب كثيرة في علاقة الانتقالي بالقوى الرئيسية داخل مجلس الأمن، التي سيكون المجلس بحاجة إلى تنسيق وتعاون معها حين الوصول إلى محطة فك الارتباط.
إلى جانب أن الزُبيدي وظف تواجده في المملكة العربية السعودية طيلة الأشهر الماضية للمشاركة في مباحثات اتفاق الرياض في توطيد صلات الجنوب بالعديد من العواصم الغربية والتقى العديد من سفراء دول العالم وكذلك المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وآخرين تابعين للبعثة الأممية، والذين أمَّنوا على شرعية المجلس التي اكتسبها بفعل توقيعه على الاتفاق، وجميعها تحركات صبت في أن تكون القضية الجنوبية حاضرة باستمرار على موائد المباحثات.
أولى الانتقالي اهتمامًا مكثفًا بعلاقاته مع دول الجوار العربي وتحديدًا محور الاعتدال العربي (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، وحافظ على علاقات قوية مع الدول العربية الأخرى باستثناء قطر والتي تدعم المليشيات الإرهابية في الجنوب، وتسعى لزعزعة استقراره، وهو ما انعكس إيجابًا على الضغوط العربية التي تمارسها دوائر عديدة من أجل تنفيذ بنود اتفاق الرياض على الأرض.
مع انطلاق الانتخابات الأمريكية سيكون على الانتقالي أن يكثف أدواره الدبلوماسية مع الإدارة الجديدة سواء استمر الرئيس دونالد ترامب في منصبه أو جاء منافسه الديمقراطي جون بايدن إلى سدة الحكم، وذلك استكمالًا لما بدأه المجلس من جهود صبت في صالح خلق حلقة نوع من التواصل مع الإدارة الأمريكية ظهرت من خلال لقاء الرئيس عيدروس الزُبيدي بسفير الولايات المتحدة لدى اليمن كريستوفر هنزل، في شهر يوليو الماضي.
إعادة الانتقالي صياغة علاقاته مع المجتمع الدولي سوف تختصر طريقًا طويلًا نحو استعادة الدولة، وإلى جانب الجهود السياسية والعسكرية على الأرض فإن التعاون والتنسيق الإقليمي يمهد لاستعادة الدولة كما الحال بالنسبة للعديد من التجارب السابقة التي رأت فيها دولًا عديدة النور بفعل دعمها إقليميًا من قوى فاعلة، جنبًا إلى جنب مع توفر الرغبة الداخلية في فك الارتباط.