الانتقالي يواجه تركيا والإخوان بتأمين سقطرى برًا وبحرًا
اتخذ المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الإجراءات الأمنية الفاعلة في جزيرة سقطرى تتماشى مع حجم التهديدات التي تمثلها مليشيات الإخوان ومن خلفها تركيا التي تبحث عن موطئ قدم في الجزيرة الهادئة، وأقدم المجلس على تأمين الجزيرة برا وبحرا بما يقوض أي محاولات تستهدف تطويعها لخدمة أغراض تركيا في القرن الإفريقي.
يدرك الانتقالي أن مليشيات الإخوان ما هي إلى باب خلفي تلجأ إليه تركيا من أجل تأمين قواعدها في القرن الإفريقي، وبالتالي فإنه أولى اهتماما بتأمين الجزيرة على المستوى الداخلي وأبدى اهتماما بالعناصر الأمنية التي تكون مهمتها ضبط الأمن وسد المنافذ أمام أي تحركات تستهدف خلخلة الأوضاع مجددا بعد تطهير الجزيرة من المليشيات الإرهابية.
لعل ذلك ما يظهر من خلال الاهتمام بأقسام الأمن وتدشين غرفة عمليات مشتركة بين القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية بالأرخبيل، بما يضمن استمرار استقرار الأوضاع وبما لا يؤدي إلى إحداث حالة من حالات الفوضى التي قد تجعل الأرخبيل عرضة للتدخلات الخارجية، تحديدا وأن تركيا هذه المرة تعول على وجود إخواني بالمحافظة يسهل مهمتها في تدشين قاعدة عسكرية قريبة من قواعدها التي دشنتها من قبل في الصومال.
يعمل الانتقالي على أن يكون الهدوء سائدا في الجزيرة التي اعتادت على هذا الأمر بما يمنع أي محاولة من شأنها تحويلها إلى بؤرة للفوضى كما هدفت مليشيات الإخوان حين سيطرت عليها، وأن الأمر بحاجة إلى جهود عديدة ليس فقط على المستوى الأمني المباشر ولكن على المستوى التنموي أيضا والذي يشهد طفرة أيضا بمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنخرط في تنفيذ مشروعات تنموية عدة لخدمة أهالي الأرخبيل.
بالتوازي مع تلك الجهود فإن الانتقالي لا يغفل عن تحركات سفن الصيد بالمياه الإقليمية والتي قد يجري استغلالها من قبل تركيا لإثارة القلاقل والتوتر على المستوى البحري، وهو ما تنبه إليه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بسقطرى، رأفت الثقلي، والذي دعا إلى ملاحقة سفن الصيد الجائر بالمياه الإقليمية.
وشدد الثقلي، خلال لقائه، الأسبوع الماضي، القيادات الأمنية والعسكرية ومسؤولي المصائد السمكية بالمحافظة، على ضرورة ضبط السفن المخالفة لتصاريح الاصطياد من هيئة المصائد بالمحافظة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها، وبحث الاجتماع سبل حماية سواحل الأرخبيل من عمليات الصيد الجائر، بالتنسيق مع هيئة المصائد السمكية في محافظة حضرموت.
كما دشنت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة سقطرى اليوم الأحد، غرفة العمليات المشتركة بين القوات المسلحة الجنوبية والأجهزة الأمنية بالأرخبيل.
ودعا نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس، ناظم مبارك علي بن قبلان، إلى تحمل الجميع مسؤولياتهم من أجل توفير الأمن للمواطن السقطري، مشددًا على أن هناك عيونا جنوبية ساهرة على أمن المحافظة.
كما تفقد صباح اليوم الأحد، وفد رفيع المستوى تقدمه بن قبلان، موقع المعسكر الجديد لقوات الحزام الأمني بمقر قوات الأمن الخاصة، واطلع نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس، على احتياجات المعسكر الجديد ومتطلباته.
وأكد مدير شرطة سقطرى العميد الركن أحمد سعد القدومي أن إدارة الشرطة تعمل على تلبية احتياجات المعسكر الجديد والمرابطين في الميدان، مضيفًا أن قوات الأمن الخاصة والحزام الأمني تؤدي مهامها لفرض الأمن والاستقرار في المحافظة.