انتكاسات الشرعية في أبين تمهد لتفكك عناصرها الإرهابية
تعرضت مليشيات الشرعية إلى هزائم متتالية في جبهة أبين على يد القوات المسلحة الجنوبية، ولم تنجح في أن تُحدث اختراقًا من الممكن أن يؤدي لتحقيق هدفها والمتمثل في اختراق العاصمة عدن، ما أصاب العديد من عناصرها بالإحباط وسط معلومات عن هروب بعض المليشيات إلى خارج المحافظة.
وراجت معلومات عديدة بشأن تفكك جبهة شقرة والتي شهدت خلافات بين عناصر الإخوان فيما ترك آخرون الجبهة إلى مناطق أخرى في حين سافر البعض إلى بلدان عربية مجاورة، وذلك بعد عام تقريبًا من استمرار مليشيات الإخوان في استهداف القوات المسلحة الجنوبية والتي صدت جميع المحاولات وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
يرى مراقبون أن مليشيات الشرعية ليس لديهم الحافز من أجل استمرار القتال من دون هدف، تحديدًا وأن اقتصاد مليشيات الإخوان في مأرب أضحى أكثر ضعفا من ذي قبل وبالتالي فإن التمويل الذي يصل لتجار الحروب في أبين لم يعد كافيًا للاستمرار على الجبهات، مع توالي نجاحات القوات المسلحة الجنوبية التي أفشلت جميع محاولات التقدم باتجاه العاصمة عدن.
يذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية ذهبت للاستعانة بعناصر تنظيم القاعدة لمواجهة تفكك مليشياتها في الجنوب وهو ما ظهر من خلال ضبط القوات المسلحة الجنوبية عناصر محسوبة على التنظيم في نقطة دوفس، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول إمكانية حدوث خلافات بين عناصر القاعدة ومليشيات الإخوان في ظل توسع الشرعية في الارتكان على تنظيم القاعدة.
وقبل أيام تمكّنت الأجهزة الأمنية الجنوبية في نقطة دوفس من القبض على الإرهابي المكنى بـ "أبو الزبير" الذي يشغل منصب أركان حرب في لواء الإرهابي لؤي الزامكي، وبعدها شنت مليشيات الشرعية ضرباتها باتجاه القوات المسلحة الجنوبية والتي صدتها من دون خسائر.
وأوقعت القوات المسلحة الجنوبية، اليوم الاثنين، خسائر فادحة في صفوف مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في أبين، وأكدت مصادر ميدانية، أن المليشيا الإرهابية تواصل هجماتها الفاشلة، موضحة أن القوات الجنوبية تصدت لخروقاتها وكبدتها عشرات القتلى والجرحى.
ومن جانبه أكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، وضاح بن عطية، أن جماعة الإخوان الإرهابية الموالية لقطر وتركيا، والمهيمنة على ما تسمى بحكومة الشرعية، تحصد الفشل وجبهاتها تتفكك في شقرة.
وكتب "بن عطية" تغريدة عبر تويتر: "جبهات الإخوان بشقرة تتفكك، الرهوة يرفض توجيهات بن معيلي، العوبان غادر مصر والمحوري اشتبك مع رفاقه بعد أن حاولوا اغتياله ثم غادر الجبهة".
ولم تتوقف الشرعية عن خرق وقف إطلاق النار في محافظة أبين، منذ أن جرى التوافق حوله مع المجلس الانتقالي الجنوبي وبرعاية التحالف العربي في شهر مايو الماضي، لكنها في الوقت ذاته لم تستطع أن تحقق أي اختراقات أمنية في صفوف القوات المسلحة الجنوبية منذ ذلك الحين، وهو ما أصاب وفدها التفاوضي في الرياض بالعجز السياسي بعد أن ظهرت الشرعية كطرف غير قادر على تغيير موازين القوى على الأرض.