حبل أمريكي يربط بين إرهاب الشرعية وطائرات الحوثي

الجمعة 13 نوفمبر 2020 18:00:00
testus -US

رأي المشهد العربي

لا يمكن الفصل بين تصعيد الشرعية الأخير في جبهة الطرية بمحافظة أبين وبين توالي إطلاق الطائرات الحوثية المسيرة باتجاه المملكة العربية السعودية، والأمر بطبيعة الحال يعود لوجود إدارة أميركية جديدة محسوبة على الحزب الديمقراطي، من المتوقع أن تكون أكثر انفتاحًا على إيران وعلى تنظيمات الإسلام السياسي بمختلفة توجهاته، وبالتالي فإن الإرهابيين في أبين وصنعاء يعولون كثيرًا على هذا التغير الحاصل في المجتمع الدولي.

يأتي التصعيد الثنائي في وقت تعيش فيه الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة من الارتباك الداخلي من المتوقع أن يستمر إلى مطلع يناير المقبل وهو موعد تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد جو بايدن، وأن هذه الفترة قد تطول أكثر من ذلك حال استمر الرئيس الحالي دونالد ترامب في عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات والتي ستشهد جولات قضائية عديدة، وبالتالي فإن الحوثي والشرعية يضمنان أنه لن يكون هناك ضغوطات دولية عليهما في الوقت الحالي، وبالتالي فإن الفرصة مناسبة للتراجع عن الاتفاقيات السابقة.

تبذل الشرعية كل ما في وسعها من أجل إفشال اتفاق الرياض والتهرب من تنفيذ بنوده، فيما تسعى المليشيات الحوثية لتأخير تنفيذ خطة المبعوث الأممي التي أقرها تحت مسمى "الإعلان المشترك"، وبالرغم من أن الخطة تصب في صالحها، لكن إيران تطمح في مزيد من المكاسب لها داخل اليمن قبل الوصول لأي تسوية سياسية بما يمكنها من إدخال تعديلات واسعة على المقترح الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

التصعيد الثنائي المتزامن يبرهن على أن الأطراف الإقليمية الداعمة للمليشيات الحوثية هي نفسها الداعمة لتيار مليشيات الإخوان في الشرعية، وأن أهداف قطر وتركيا وإيران واحدة وتتمثل في معاداة التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يشكل عونًا مهمًا لمحور الاعتدال العربي، ما يظهر من خلال تكرار عمليات التصعيد التي يعانق فيها الإرهاب الحوثي نظيره الإخواني ووضح ذلك في جبهتي الضالع وأبين أكثر من مرة.

تعويل الحوثي والشرعية على الإدارة الأمريكية الجديدة لن يكون في محله لأن هناك تحالفات جديدة في منطقة الشرق الأوسط لن تسمح للمحور الإيراني القطري التركي بأن يتمدد حتى لو لم تتخذ الولايات المتحدة مواقف قوية في وجه إرهاب محور الشر، لكن هناك محور اعتدال عربي أصبح في مناطق عديدة متواجدًا ويحظى بعلاقات إقليمية ودولية قوية ولديه من القدرات العسكرية ما تمكنه من ردع القوى المعادية وسيقف بالمرصاد لأي محاولات تستهدف تغيير موازين القوى الحالية.

إضافة إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أضحى لديه قوة فاعلة في الجنوب ولديه أدوات وخيارات عديدة يستخدمها في الوقت المناسب بما يحافظ على الأمن القومي الجنوبي ويضمن انتصار القضية الجنوبية وصولًا إلى استعادة الدولة التي تمضي في الطريق السليم بفعل وجود مؤسسات فاعلة تعمل في مسارات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية متوازية.