الشرعية تفقد السيطرة.. مليشيا الإخوان تقاتل نفسها في تعز

تبرهن زيادة رقعة الاشتباكات المسلحة بين مليشيات الإخوان بمحافظة تعز على أن الشرعية فقدت سيطرتها على العناصر الإرهابية التابعة لها، وأنها وصلت إلى أقصى درجات الضعف والترهل بعد أن تحولت شوارع تعز إلى ساحة دماء في غياب تام للأجهزة الأمنية التي أضحت خاضعة أيضا لممارسات العناصر المسلحة.

تشهد محافظة تعز أوضاعا أمنية متردية منذ فترة طويلة، وتحولت معسكرات تدريب الإرهابيين التي دشنتها إلى شوكة في ظهر الشرعية بعد أن أصبحت العناصر الإرهابية ترتع في شوارع المحافظة في غياب تام للحكومة التي اكتفت بمشاهدة ما يجري على الأرض من ممارسات إرهابية تبث الرعب في نفوس أبرياء المحافظة، في وقت تستمر فيه المليشيات الحوثية باستهداف المدنيين أيضا يوميا.

وفتح إقدام مسلحون مجهولون، أمس السبت، على اغيتال جندي في اللواء 170 دفاع جوي الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، في سوق بير باشا بمحافظة تعز الباب أمام زيادة رقعة الاشتباكات المسلحة بالمحافظة، وتسبب الحادث في وقوع اشتباكات بين أفراد اللواء 170 دفاع جوي وآخرين تابعين للواء الخامس حرس رئاسي.

يرى مراقبون أن الشرعية أضحت تقاتل بعضها البعض نتيجة اختلاف الولاءات داخلها في ظل تفكك قوات الجيش التي أضحت خاضعة لسيطرة المليشيات الإرهابية، إلى جانب أن مليشيات الإصلاح لديها ولاءات مختلفة وفقا للقيادات التي تترأس كل مجموعة على حدة، وهو ما انعكس على تكرار حالات الاشتباكات المسلحة بين عناصر محسوبين عليها.

واغتال مسلحون مجهولون، أمس السبت، جنديا في اللواء 170 دفاع جوي الموالي لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، في سوق بير باشا بتعز، وقالت مصادر محلية في تصريحات لـ "المشهد العربي"، إن الجناة اغتالوا جنديًا يدعى أحمد عبسي، مشيرة إلى صلة قرابة تربط القتيل بقائد عصابة مسلحة يدعى رامي الخليدي الذي وصل إلى المنطقة يرافقه مسلحون، للاشتباك مع آخرين تابعين للواء الخامس حرس رئاسي.

ووقعت الاشتباكات بعد ساعات من جريمة مماثلة بمنطقة صينة وشارع 26 سبتمبر وسط مدينة تعز، خلفت 4 مصابين مدنيين وثلاثة مسلحين موالين لمليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، بالتزامن، طعن مجهولون في منطقة الحصب مواطنًا بآلة حادة، وأصابوه بجروح خطيرة.

وأشاعت العصابات الموالية لقيادات مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية، الانفلات الأمني، في مختلف أنحاء تعز، في صراع على النفوذ والجبايات وعمولات تهريب النفط إلى مليشيا الحوثي.

شهدت شوارع محافظة تعز الخاصعة لسيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية، اليوم الأحد، انتشارًا مُكثفًا لمسلحين بزي مدني، وانتشر المسلحون وفقا لتصريحات مصادر لـ"المشهد العربي"، بكثافة في جولة وادي القاضي وحتى جولة العواضي.

وقالت المصادر، إن بعض المُسلحين أضرموا النيران في بعض الإطارات، وقاموا بتهديد السيارات التي تحاول المرور من تلك الشوارع، وذلك بعد أن قام مسلحون يتبعون مليشيا الإخوان، بقطع عدة طرق في بير باشا بمنطقة الحصب.

وفي خضم تلك التطورات وقعت اشتباكات مسلحة، عقب دوي انفجار ضخم فجر اليوم الأحد، في مدينة التربة جنوبي تعز، وقالت مصادر محلية إن الانفجار ناجم عن قنبلة صوتية، مشيرة إلى أن الاشتباكات التي تدور بأرجاء المنطقة سببها نزاع على قطعة أرض لا تتعدى 20 مترًا مربعًا.

وفقدت مدينة التربة استقرارها الأمني، منذ سيطرة مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية على قيادة اللواء 35 مدرع، عقب اغتيال قائده العميد عدنان الحمادي.