التحالف.. عين حمراء في وجه الحوثي وأخرى ضد الإخوان
رأي المشهد العربي
طال أمد الحرب كثيرًا، وفي ظل عبث المليشيات الحوثية وكذا المليشيات الإخوانية الإرهابية، فمن الواضح أنّ التحالف العربي ربما يكون مطالبًا بتغيير استراتيجياته في الفترة المقبلة.
من جانب، على التحالف أن يظهر عين حمراء في مواجهة المليشيات الحوثية التي تتعمّد إطالة أمد الحرب، بغية الحفاظ على مصالحها وتكوين مزيد من المكاسب، سواء ماليًّا أو سياسيًّا أو عسكريًّا، كما أنّها تخوض في الأساس حربًا بالوكالة عن إيران، ضد خصوم طهران في المنطقة.
ومن أجل تحقيق هذه الأغراض الخبيثة، فكثيرًا ما أقدم الحوثيون على إفشال جهود أممية وإقليمية سعت إلى تحقيق الحل السياسي، وأصرّت المليشيات على إطالة أمد الحرب، ما أحدث حالة عبثية مروعة، كبّدت المدنيين كلفة باهظة، بالإضافة إلى أنّها مثّلت أيضًا سببًا رئيسيًّا في استمرار الاستهداف الخبيث لأمن المملكة العربية السعودية.
على جانب آخر، فإنّ المليشيات الإخوانية ساهمت في تفاقم "عبثية" المشهد الراهن من خلال علاقاتها الخبيثة مع الحوثيين وإقدامها على تسليم المواقع وتجميد الجبهات مع المليشيات، وهو ما عطّل قدرات التحالف على حسم الحرب.
كما أنّ المليشيات الإخوانية برهنت على عدائها للتحالف العربي من خلال سلسلة طويلة من الخروقات والانتهاكات لبنود اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في نوفمبر من العام الماضي، حيث تواصل مليشيا الشرعية العمل على إفشال الاتفاق الذي يحمل أهمية قصوى في ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين.
مما سبق يتضح أنّ التحالف العربي في حاجة إلى تغييرات نوعية واستراتيجية في الفترة المقبلة، من خلال العمل على تكثيف الهجمات النوعية التي تستهدف المليشيات الحوثية، بما يضمن وأد إرهابها الغاشم.
في الوقت نفسه، فإنّ الفترة المقبلة لا تتحمّل أيضًا استمرار هيمنة النفوذ الإخواني على معسكر الشرعية بهذه الطريقة، لأنّ هذا يعني مزيدًا من التشويه لبوصلة الحرب على الحوثيين، لأنّ مليشيا الشرعية تركّز عداءها ضد الجنوب وشعبه.