تضييق الخناق على الحوثيين.. خطوة عسكرية تحمل دلالات استراتيجية
فيما تصر المليشيات الحوثية على التصعيد العسكري، فإنّ عينًا حمراء بات لزامًا أن يوجّهها التحالف العربي لهذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران.
ففي الساعات الماضية، نجحت مقاتلات التحالف العربي عبر توجيه ضربات مكثفة ومركزة، في إفشال تعزيزات وتحركات حوثية بعدة قطاعات.
وأسفرت ضربات التحالف الجوية عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في صفوف المليشيات، في وقت تشهد فيه جبهات القتال العديد من التعزيزات الحوثية.
ومؤخرًا، عملت المليشيات الحوثية على الدفع بالمئات من عناصرها باتجاه مأرب والجوف وغيرها.
في المقابل، يعمل التحالف من خلال هذه الضربات على محاصرة عناصر المليشيات الحوثية، وإيقاف التعزيزات التي تواصل دفعها للسيطرة على مواقع جديدة خلال الفترة المقبلة.
ضربات التحالف المركزة ضد الحوثيين يمكن القول إنها تحمل أهمية عسكرية ضخمة للغاية، بالنظر إلى أنّها تجهض مساعي حوثية خبيثة تستهدف في المقام الأول إطالة أمد الحرب.
أهمية مثل هذا العمل العسكري الاستراتيجي تندرج من كون أنّ المليشيات أجهضت طوال الفترة الماضية، العديد من المساعي التي رمت إلى تحقيق حلحلة سياسية، بغية وقف الحرب التي طال أمدها أكثر مما يطاق.
تضييق الخناق على الحوثيين ومحاصرتهم عسكريًّا قد يكون وسيلة ناجعة وناجحة فيما يتعلق بمحاولة إجبار المليشيات للانخراط في مسار سياسي، شريطةً أن يكون ملزمًا، وألا يكون الأمر بمثابة إضاعة جديدة للوقت، تكرارًا لما حدث في سيناريو اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر 2018، ولم يُحدث اختراقا نوعيا في جدار الأزمة المعقدة.