اختطاف الأكاديميين.. كيف اتفق الإخوان والحوثيون على الإجرام الكبير؟
تشابه مثير وملفت ذلك الذي يجمع بين الجرائم التي يرتكبها الإخوان والحوثيون، وكأن كلا المليشيات لا تكتفي بتنسيقها السياسي والعسكري، لكنّهما اتفقا في سجلهما الإجرامي أيضًا.
ففي اعتداء يُشبه كثيرًا ما يرتكبه الحوثيون في هذا الإطار، أقدمت المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية على اختطاف عميد المعهد التقني عدينة بمديرية جبل حبشي في محافظة تعز.
"المشهد العربي" اطلع على مزيدٍ من التفاصيل عبر مصادر محلية قالت إنَّ مسلحين موالين للمدعو فؤاد فاضل مدير قسم شرطة الضباب، شقيق قائد محور تعز الخاضع لسيطرة مليشيا الإخوان خالد فاضل، اختطفوا محمد قاسم الحميدي عميد المعهد التقني عدينة جبل حبشي.
وفيما اقتادت عناصر المليشيات الإخوانية، الأكاديمي المختطف إلى جهة مجهولة، فقد ندّد تربويون بالجريمة التي وصفوها بأنها ظاهرة خطيرة تهدد النسيج الاجتماعي في تعز.
تُضاف هذه الواقعة إلى سجل طويل من الاعتداءات التي تمارسها المليشيات الإخوانية الإرهابية ضد المدنيين على صعيد واسع في المناطق التي ينشط فيها هذا الفصيل الإرهابي المهيمن على معسكر الشرعية.
ويبدو أنّ وصول الإرهاب الإخواني إلى هذا القدر قد يحمل رسالة من مليشيا الشرعية تستهدف من خلالها ترهيب المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأنّها لا تسمح بظهور أصوات معارضة لتحركات حزب الإصلاح على الأرض.
الجرائم الإخوانية يرتكبها "محور تعز" الذي أصبح سلاحًا في قبضة الشرعية يمارس أعتى وأبشع صنوف الاعتداءات على المدنيين، فيما لا يشغل هذا المحور بالًا بالعمل على تحقيق قدر ولو محدود من الأمن في محافظة تعز.
كما أنّ محور تعز الذي يجيد الاعتداء على المدنيين، لا يشارك في الحرب على الحوثيين، وهذا أمرٌ متوقع بشكل كبير وذلك في ظل العلاقات الخبيثة التي تجمع بين المليشيات الإخوانية و"شقيقتها" الحوثية.
ما يبرهن على ذلك أنّ تعز، التي تتقاسم السيطرة عليها المليشيات الحوثية من جهة، ومليشيا الإخوان من جهة أخرى، تشهد جبهات القتال فيها موتًا سريريًّا، حيث يتوارى فيه "الإصلاح" خلف عباءة الشرعية مدعيًّا القتال ضد الحوثيين، لكنّه يتحالف معهم، وقد كان هذا التنسيق سريًّا في بادئ الأمر قبل أن يُفضَح أمره لاحقًا.